أدت اتهامات اللجنة المركزية لحركة «فتح» للقيادي السابق للحركة محمد دحلان بالتورط في تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات والتي تسربت إلى وسائل الإعلام دون إثباتات، بل وطلب الإنتربول الدولي بتسليم دحلان لمحاكمته إلى تصعيد وتيرة الخلاف بين دحلان ومحمود عبّاس، وطالب دحلان قيادات الحركة بفتح تحقيق مسئول وشفاف من خلال هيئة قضائية مستقلة فلسطينية أو عربية للتحقيق في جريمة اغتيال عرفات وإعلان النتائج للأمة العربية، متسائلاً «لماذا لم يتم التحقيق في الاتهامات التي قالها عضو الحركة فاروق القدومي منذ سنوات باتهام محمود عبّاس وأنا باغتيال عرفات».
وتأتي مطالبات دحلان بفتح ملف مقتل عرفات تحدياً لحركة «فتح» من خلال خطابين رسميين قام بإرسالهما للجنة المركزية لحركة «فتح» وحصل «اليوم السابع» على نسخه منهما، وشكك عضو الحركة المفصول في صحة الاتهامات الموجهة إليه، مؤكداً على استعداده للمثول أمام أي لجنة تحقيق حركية مكلفة بالتحقيق في الادعاءات المنسوبة إليه، وذلك في أجواء مناسبة تتوفر فيها ضمانات سير العدالة بنزاهة وحيادية وشفافية كفلها النظام الداخلي للحركة والقانون الأساسي الفلسطيني.
وشدد دحلان في خطابه لأبو ماهر غنيم، أمين سر اللجنة المركزية، وأعضائها على أنه سيستمر في ممارسة أعلى درجات الالتزام والانضباط التنظيمي وتحمل المسئولية في حال ثبوت أي مخالفة تنظيمية ضده وما يترتب عليها من عقوبات في النظام الداخلي للحركة.
وشكك دحلان في صحة ما نقله بيان اللجنة المركزية مؤخراً والذي اتهمه بارتكاب تجاوزات تمس الأمن القومي والاجتماعي الفلسطيني بما في ذلك الاستقواء بجهات خارجية، وارتكاب جرائم قتل على مدار سنوات طويلة، وممارسات لا أخلاقية، وذلك باستخدام البلطجية وفرق الموت، وقال دحلان في خطابه إن هناك من يسعى لتبرئة «حماس» وإعفائها من مسئولية الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة.
بل وشكك دحلان بناء على معلومات في صحة هذا البيان نفسه، والذي خرج على الورق الخاص بمكتب الرئيس الفلسطيني في حين أن لا أحد من أعضاء اللجنة المركزية يعلم عنه شيئاً، داعياً إلى التحقيق في هذه التسريبات التي وصفها بالمغرضة، مطالباً لجنة التحقيق ممثلة برئيسها أن تعلن موقفاً مسئولاً وجريئاً تجاه ما يتم تسريبه من شائعات باسمهم.
واستنكر دحلان الذي يتنقل بين العواصم العربية بعد قرار فصله من المنظمة وطرده من الضفة الغربية الحملة الإعلامية التي يشنها بعض قيادات «فتح» ضده لتشويه سمعته، مؤكداً أن ما ينشر فيها هو أكاذيب وادعاءات ملفقة وعارية تماماً من الصحة معتبرها تضليلاً وخداعاً للرأي العام ومحاولة يائسة لاستهداف مكانته في الحركة.
**المصدر : صحيفة «اليوم السابع» المصرية