الأوضاع في مصر وتونس وليبيا وسوريا والبحرين تغطي تماماً على تطورات القضية الفلسطينية، وتدفع بها نحو درجات متدنية، وغير مسبوقة من الاهتمام.
وهذا الواقع يغري العدو «الإسرائيلي» ويفتح شهيته لمزيد من ممارسة القمع والقتل والتنكيل بالفلسطينيين، إضافة للتوسع في بناء المستوطنات، وتهويد القدس، التي تنتظر بناء أكثر من مستوطنة جديدة، صدر بها قرار من حكومة العدو، بعيد تقديم محمود عبَّاس طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة.. وكل ذلك دون أن يلقى هذا القرار، وغيره من الممارسات «الإسرائيلي» أي اهتمام من أي جهة عربية أو دولية..
في تقرير صدر الثلاثاء الماضي عن الأمم المتحدة، كشف عن تعميق الاحتلال، وزيادة مظاهره، وارتفاع حجم انتشار جيش الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، وأنه يوجد حالياً 522 حاجزاً عسكرياً تعيق تنقل الفلسطينيين مقارنة بـ 503 كانت موجودة قبل عام.
مثل هذا التقرير إنما يكشف عن أجزاء من الحقيقة، فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن ترتكب قوات العدو «الإسرائيلي» الجرائم على شتى أشكالها وأنواعها، فهي لا تتوقف عن عمليات القتل وهدم البيوت وقطع الأشجار واقتحام السجون وضرب المعتقلين فيها وغير ذلك من سلسلة جرائم لا تنتهي في المشهد الفلسطيني أيضاً، تراجع الاهتمام بالمصالحة الوطنية، ويبدو أن الانقسام هو الذي يتعمق، وأن دعوات المصالحة مجرد شعارات تطلق من «حماس» و«فتح» دون خطوات جدية على أرض الواقع، وأنه بات لكل منهما مواقفه التي تستند إلى مواقعهما من الأحداث الجارية عربياً، وخصوصاً منها الوضع في سوريا.
تراجع الاهتمام بالشأن الفلسطيني عربياً سيكرس الاحتلال وليس مجرد تعميقه كما ورد في تقرير الأمم المتحدة، وهو إن لم يعد إلى المكانة التي كان عليها سابقاً، فإن الوقت لن يكون طويلاً لكي نجد العدو «الإسرائيلي» يتمدد إلى ما بعد فلسطين.