السبت 2 حزيران (يونيو) 2012
أوباما أمر بتكثيف الهجمات.. و«الإسرائيليون» «ذهبوا أبعد من اللازم»...

فيروس «اللهب» جزء من حرب «سيبرية» على إيران

السبت 2 حزيران (يونيو) 2012 par حلمي موسى

تواصل المحافل التقنية في أرجاء العالم التدقيق في الجوانب الفنية لفيروس (flame) «اللهب» الذي يعتبر أخطر جاسوس الكتروني مكتشف حتى الآن في العالم. وتظهر تحقيقات صحيفة «نيويورك تايمز» أن «إسرائيل» والولايات المتحدة تخوضان بشكل مشترك حرباً الكترونية منظمة ضد إيران. واعترف المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل أن فيروس «اللهب» ليس جديداً، وأنه معروف منذ زمن للضالعين بالأمر والمتابعين له. وأشار إلى أنه يشكل الموجة الثالثة من الحرب «السايبرية» المشتركة ضد المشروع النووي الإيراني.

وأشار تقرير تقني في صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن سر نجاح فيروس «اللهب» هو نفسه سر النجاح المذهل للعبة الانترنت الشهيرة المعروفة باسم «أنغري بيردز». ونقلت الصحيفة عن باحث أميركي في علوم البرمجة قوله إن الفيروس كتب باللغة ذاتها التي كتب بها برنامج «أنغري بيردز». ومع ذلك فإن هذا الباحث، ويدعى سدريك لايتون، والذي خدم في الماضي في استخبارات سلاح الجو الأميركي، قال لشبكة «فوكس نيوز» أن العنصر البشري يقف خلف نجاح الفيروس الذي كتب بأيدي «عباقرة حقيقيين»، وجدوا طرقاً خاصة لإخفائه. وشدد الخبير على أن الفيروس كتب بلغة البرمجة المعروفة باسم «LUA»، وهي لغة بسيطة وربما بساطتها هي ما حال دون اكتشاف الفيروس كل هذه الفترة. وقال أنه برغم البساطة فإن كتابة البرنامج كانت مركبة جداً، وأن الفيروس احتوى على أكثر من 250 سطر شيفرة وقد يكون أكثر.

وأشار المراسل العسكري لـ«هآرتس» إلى أن هجمة فيروس «اللهب» هي الهجمة «السايبرية» الثالثة الموثقة في العامين الأخيرين ضد المشروع النووي الإيراني. وأوضح أن الفكرة الكامنة خلف تطوير هذه الفيروسات تكمن في الإيمان بالقدرة على تعطيل وعرقلة البرنامج النووي الإيراني من دون الاضطرار للقصف الجوي. وقال إن هذا الإيمان هو ما ألهب الخيال وقاد إلى كل هذا الاهتمام الدولي بالفيروس والكشف عن أبعاده.

وكتبت «هآرتس» أن الفيروس، كما يبدو، ليس جديداً، وأنه معروف لذوي الاهتمام منذ زمن لا بأس به. ويكفي أن شركة حماية المعلومات الروسية «كاسبرسكي» تحدثت عن فيروس تم تطويره في العام 2010. ومعروف أنه في أيلول من ذلك العام تم اكتشاف فيروس «ستوكسنت» (Stuxnet) الذي أصاب أنظمة المشروع النووي الإيراني. وشددت الصحيفة على التحقيق الذي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» والذي نسب تطوير الفيروس لتعاون أميركي - «إسرائيلي» ألحق ضرراً بأجهزة الطرد المركزي الإيرانية. وخلافاً لـ«ستوكسنت» فإن «اللهب» ليس هجومياً ولا تدميرياً وإنما مهمته الأساسية كما هو واضح، التجسس وليس العرقلة. وبذلك فقد كان أداة معقدة لجمع المعلومات من داخل كومبيوترات سرية.

وفي مقالة مطولة تكشف «نيويورك تايمز» عن حرب «سايبرية» مشتركة تخوضها «إسرائيل» والولايات المتحدة ضد إيران. وتستند المقالة إلى كتاب سينشر قريباً وتقول أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر سراً في مستهل ولايته بزيادة الهجمات الالكترونية على منظومة الحواسيب الإيرانية. ويعرض الكتاب مقابلات مع العديد ممن شاركوا في هذه الهجمات ويشير إلى أن تعليمات أوباما «وسعت بشكل جوهري الاستخدام المتواصل الأول للولايات المتحدة للسلاح الالكتروني». ويضيف أن خطة الحرب الالكترونية وضعت في عهد الرئيس جورج بوش الإبن تحت اسم الشيفرة «ألعاب أولمبية»، لكن أوباما هو من قرر توسيعها.

وكان الهدف الأولي لهذه الخطة هو اقتحام حواسيب منشأة ناتانز النووية ومعرفة كيف يسيطرون على أجهزة الطرد المركزية. وقد تسرب أمر فيروس «ستوكسنت» إلى خارج إيران في العام 2010.

وتوضح الصحيفة أن الأميركيين في سعيهم لتحقيق هذه الغاية تعاونوا مع وحدة سرية «إسرائيلية» يعرف الأميركيون خبرتها في مجال حرب «السايبر». وهذه الوحدة هي 8200 في الجيش «الإسرائيلي» التي «تملك خبرة تكنولوجية تنافس وكالة الأمن القومي، كما كان «للإسرائيليين» معلومات استخبارية أعمق بشأن ناتانز وهو ما كان ضرورياً لنجاح هجوم السايبر». وتضيف الصحيفة أن سبباً آخر خلف إشراك «الإسرائيليين» في العملية تمثل في الرغبة بإشعار «الإسرائيليين» بجدية الجهد الأميركي ضد إيران ولمنع هجوم عسكري «إسرائيلي».

ويعرض الكتاب لتوتر صاحب التعاون بين «إسرائيل» وأميركا. فقد تسرب «ستوكسنت» إلى خارج إيران وهو ما رأت أميركا أنه من خلف ظهرها ومن فعل «إسرائيل». وأثار الأمر غضب نائب الرئيس جو بايدن الذي قال في اجتماع مغلق «من المؤكد أن «الإسرائيليين» ذهبوا أبعد من اللازم». ولكن أوباما قرر مواصلة تفعيل الفيروس برغم انكشاف أمره. وبحسب التقديرات فإن «ستوكسنت» أعاق المشروع الإيراني 18 شهراً.

ومع ذلك فإن مصادر رسمية أميركية تؤكد أن فيروس «اللهب» ليس جزءاَ من مشروع «ألعاب أولمبية» ولكنها رفضت تأكيد أو نفي الدور الأميركي فيها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 98 / 2183048

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2183048 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40