السبت 11 أيار (مايو) 2013

أيار بين محطات مظلمة.. وأخرى مضيئة

السبت 11 أيار (مايو) 2013

نعيش في رحاب شهر أيار/مايو، فكما في هذا الشهر عبر تاريخنا الحديث محطات مظلمة.. هناك أيضاً محطات مشرقة، وكما فيه تكريس لمسلسل الهزائم والسقوط المريع، فيه أيضاً الانتصارات العظيمة التي لم يشهد التاريخ مثلها منذ سقوط غرناطة في الأندلس في الثاني من كانون الثاني عام 1492.. والذي بلغ ذروته في الثاني من شهر تشرين الثاني عام 1917 بإطلاق البريطاني جيمس بلفور وعده المشؤوم، بعد وصول رمزي الاستعمار القديم فرنسا وبريطانيا بين عام 1915 وأيار 1916، إلى اتفاقية سايكس بيكو التي قسّمت منطقتنا وفق أهوائهما ومصالحهما، وكانت إحدى تجلياتها تُرجمت باغتصاب فلسطين في 14 أيار 1914 وإعلان الدولة العبرية في اليوم التالي.

نسوق بعجالة هذه المحطات المظلمة في التاريخ العربي، لنشير إلى أن هناك أيضاً محطات مضيئة ووهّاجة في هذا التاريخ، ما يزال صداها وأحداثها ووقائعها في البال، والتي تجسدت في 24 أيار 2000 بالنصر العظيم للمقاومة واندحار العدو الصهيوني عن معظم أراضينا اللبنانية المحتلة، ومعه بالطبع اندحر عملاؤه وأتباعه من جماعة الإدارة المدنية “الإسرائيلية” وفلول جيش لحد، الذي ورثه عن العميل الميت سعد حداد، الذي كان قد أطلق على زبانيته اسم “الجيش الحر”.

المقاومة الباسلة التي كانت وما زالت تتلقى كل أشكال الدعم والإسناد من قلب العروبة النابض وقيادتها، لم تهُن، ولم ولن تلقي السلاح الذي أعاد للعرب كرامتهم، لأن أراضي لبنانية ما تزال محتلة من قبل العدو من جهة، ولأنها استطاعت من جهة أخرى أن تقيم توازناً استراتيجياً مع العدو، تعرضت وتتعرض لشتى أنواع المؤامرات من الداخل ومن الأعراب بائعي الكاز، وأقاموا تحالفات سرية وعلنية مع واشنطن وتل أبيب، تجلت في شكلها العدواني المباشر في حرب تموز 2006، التي كرست فيه المقاومة الانتصار العظيم.

هذه الانتصارات كانت سورية وقيادتها قد لعبت دوراً حاسماً في وقائعها ونتائجها، ولهذا قرر الحلف الشيطاني نفسه تدفيعها الثمن، فكانت المؤامرة التي بدأت فصولها منذ 15 آذار 2011، والتي بلغت قمة عدوانيتها في السابع من أيار بالغارة “الإسرائيلية” التي هلّل لها الترك والأعراب والأميركي، وتلك المعارضات المموَّلة والممولة من كل فج عميق معاد للعروبة والمقاومة، خصوصاً أنه مهد للعدوانية الجديدة بوعد بلفور عربي جديد..

سورية استوعبت العدوان، وحسمت بأمر الرد الذي سيوجع.. وهي من يحدد متى وكيف.. والمهمة بدأت فعلاً.

- أحمد شحادة



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 96 / 2182307

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2182307 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40