الأحد 9 آذار (مارس) 2014

عـــمـــر الفـلـســـطـيـنــي

بقلم: محمود الزيودي
الأحد 9 آذار (مارس) 2014

- محمود الزيودي
كسب المخرج الفلسطيني هاني أبو سعد وطاقم عمل فيلمه الوثائقي “ عمر “ صورة أمام تمثال الأوسكار الشهير ( فقط لا غير ) في مهرجان الأوسكار للأعمال السينمائية السادس والثمانين في هوليود ... متفائل ذلك الفلسطيني باحتضان جائزة الأوسكار وفي خياله مع طاقمه مطاولة مواطنه محمد عساف الفائز بجائزة عرب أيدول/ محبوب العرب للغناء ... يتلًّخص سيناريو فيلم عمر بالفرّان ( خبّاز ) الفلسطيني عمر الذي يحب نادية مواطنته التي يخطط شقيقها طارق لعملية فدائية تستهدف جنود الاحتلال الإسرائيلي ... يؤدي اعتقال عمر والتنكيل به في الأمن الإسرائيلي إلى انضمامه للعملية فيما بعد . ولا بد من الاشارة ان هذه العقدة طرحت في السينما والتلفزيون اكثر من مرة .
لا بد أن هاني سعد قد غامر بفيلمه الوثائقي للمشاركة في مهرجان جوائز الأوسكار وهو يعرف العقيدة السياسية لمجتمع هوليود الفني وشركاته التي شوهت صورة العربي منذ احتلال فلسطين وحتى الآن ... سيطر اليهود الصهاينة مع بعض عائلات المافيا الإيطاليّة على سوق الإنتاج السينمائي وفيما بعد التلفزيوني في أكبر وأضخم دائرة منتجة لهذا الفن في العالم . وقد كانوا واعين منذ البداية لقيمتها التجاريّة والإعلاميّة ... غالباً ما يكون العربي في أفلامها ومسلسلاتها شريرا بشعاً يهوى الساقطات من النساء ويخطط وينجح لإحداث مجازر دمويّة للإسرائيليين والأوربيين والأمريكان ... تتحاشى هوليود من بعيد أو قريب أن تنتج عملا ينتقد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أو يروي معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات أو تحت الاحتلال ... ومع هذا غامر عمر الفلسطيني بالمشاركة في مهرجانها السنوي ولا بد أنه . او لعله . يعرف خسارته مسبقاً ولكنه أراد تسجيل موقف ... وصلنا قاعة الأوسكار وخسرنا كما خسر غيرنا ... ومثلهم طاقم فيلم الميدان المصري الذي يروي حكاية ثلاثة شبان مصريين يخافون على امن وطنهم واستقراره الذي غيّر ثلاثة رؤساء في زمن الربيع العربي ...
لا بد أن عمر الفلسطيني يعرف شراسة الاحتجاج الإسرائيلي على المسلسل التركي وادي الذئاب . لأن الإنتاج كان من الصديقة تركيا . بينما لم يحرك ساكنا على انتاج وبث مسلسلات رفعت الجمال وهبوب الريح والتغريبة الفلسطينية ووجه الزمان وتل العناب وحدث في المعمورة وكلها من إنتاج عربي وأغلبها أنتج بعد معاهدات السلام العربيّة مع إسرائيل ... أما إذا كانت هذه الحقائق غائبة عن بال هاني أبو سعد وهو يشد الرحال إلى هوليوود ( ونحن لا نظن ) فتلك مشكلة في طيبة القلب العربي وحسن ظنه في الصهيونيّة على صعيد فني أو سياسي ... لم يفز عمر الفلسطيني بأي من جوائز الأوسكار . ولكنه كسب عرضه على لجان التحكيم وبضعة أسطر في إعلام المهرجان مع الإشارة إلى مضمونه وهذا ليس بالقليل طالما انه اقتحم الأبواب المغلقة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2183047

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع في هذا العدد  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

40 من الزوار الآن

2183047 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40