أشرت بالأمس إلى دراستين روسية وأمريكية تتنبآن بزوال إسرائيل خلال عقدين تقريبا، وقد طلب مني بعض القراء التعرض لهاتين الدراستين، مع أن الدراسة الأمريكية مشهورة، وأعدتها أجهزة مخابرات أمريكية، ونشرت على نطاق واسع أخيرا.
الدراسة الروسية نشرت في العام 2002 ، أعدها مركز الدراسات الإستراتيجية والتقنية الروسي المستقل في موسكو، وأكدت أن المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين سيواجه الانهيار خلال عشرين عاما . وأن إسرائيل ستزول عن الخارطة السياسية للشرق الأوسط خلال هذه المدة لرفض العرب لها ولاعتمادها على القوة العسكرية فحسب، وقالت أن العالم سيكون شاهداً في غضون العشرين عاماً القادمة على زوال إسرائيل، وأن هذا الكيان سيشهد المصير نفسه الذي انتهت إليه الممالك اللاتينية التي أقامها الصليبيون إبان احتلالهم لفلسطين . وأعادت الدراسة إلى الأذهان الممالك الصليبية التي قامت في بلاد الشام وفي فلسطين تحديدًا، وذكرت ان استمرار تلك الممالك كان مرهوناً برغبة أوروبا في الحفاظ على مشروعها الاستعماري وإمداد هذا المشروع بالإمدادات البشرية والمادية، وأن تلك الممالك انهارت مع فقدان أوروبا الاهتمام بها والانشغال بشؤونها الداخلية، وهذا ما ذكرناه بالأمس. وتقول الدراسة الروسية أن هذا السيناريو التاريخي سينسحب بحذافيره على مصير إسرائيل التي لا تستطيع البقاء بدون العم الغربي الأمريكي، وإذا فقد الغرب والولايات المتحدة الاهتمام بإسرائيل فستواجه نفس المصير . ولا يمكن للتفوق التقني والحربي الإسرائيلي على الدول العربية أن يحسم الصراع لصالح إسرائيل في المستقبل، فالمسألة الأساسية تعتمد على مدى استعداد الجيش للحرب، وليس على تفوقه التقني، وهذا ما يبرهن عليه تاريخ الصراعات والحروب، وهذا ما أثبتته نتائج العدوان الصهيوني على غزة، وذكرت الدراسة أن الأسلحة النووية هي الأخرى لن يكون بمقدورها حسم الصراع إذا فقد الجيش رغبته في القتال، وضمن هذا السياق رصدت الدراسة وجود مؤشرات تدلل على أن الجيش الإسرائيلي لم يعد مستعدا للقتال منوهة بذلك إلى اتساع أعداد الرافضين للخدمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية ومحاولات الآباء اليهود لتهريب أبنائهم خارج فلسطين للتملص من الخدمة العسكرية . علاوة على تكتم إسرائيل عن وضعها الديموغرافي وإحاطته بالسرية لإخفاء عملية نزوح السكان الجماعي من إسرائيل للخارج لأول مرة منذ بداية المشروع الصهيوني الاستيطاني في فلسطين، ورجحت الدراسة أنه في حالة اندلاع حرب بين العرب وإسرائيل فإنها لن تكون حرب جيوش بل حرب صواريخ(!) مشيرة إلى أن الدول العربية المحيطة بإسرائيل باتت مستعدة لمثل هذه الحرب بما تملكه من صواريخ بعيدة المدى وبخاصة صواريخ سكود الروسية الصنع والتي لا يقل مداها عن 1500 كيلومتر . وخلصت الدراسة إلى القول انه بالرغم من تفوق إسرائيل من الناحية التقنية والعسكرية على مجموع الدول العربية إلا أن المشروع الصهيوني مهدد بالانهيار وقابل للزوال!
أما الدراسة الأمريكية، فقد انتشرت على نطاق واسع مؤخرا، وقد أعدتها 16 مؤسسة استخبارية أمريكية، تحت عنوان (الإعداد لشرق أوسط في مرحلة ما بعد إسرائيل) وتوقعت تلاشي دولة الكيان في عام 2025، وأوضحت أن اليهود ينزحون إلى بلادهم التي أتوا منها الي فلسطين، منذ الفترة الماضية بنسبة كبيرة، وأن هناك نصف مليون إفريقي في الكيان سيعودون إلى بلادهم خلال السنوات العشر القادمة، إضافة إلى مليون روسي وأعداد كبيرة من الأوروبيين، وسيكون لنا وقفة معه غدا إن شاء الله.
الجمعة 15 آب (أغسطس) 2014
زوال إسرائيل في استشراف روسي!
الجمعة 15 آب (أغسطس) 2014
par
حلمي الاسمر
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
10 /
2182564
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
18 من الزوار الآن
2182564 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 19