خلال ثلاث عشريات تجهزت الصفائح التكتونية الخاصة بزلزال الكيان الصهيوني بطريقة مدهشة، لكن المدهش الحقيقي في ذلك لم يكن تجهّزها، ولا صورة التجهيز، بل حقا تسارع ذلك خلال السنتين الأخيرة عن باقي السنوات السابقة، فلم يكن مفاجئا لنا أن هذا الكيان اللقيط الملصق بالغراء سيتفسخ لا محالة، ولا كان مفاجئا لنا أنه يحمل بذور انفجاراته بداخله.
الذين اخترعوا هذا الكيان من الآباء اللصوص المؤسسين له جاءوا بوجه المباي والمبام ودموع التماسيح وعصروا أسطوانة القهر والعذابات والتشريد المزعوم حتى نشفوا آخر قطرة فيها، وحكموا الكيان الذي أسسوه ثم ما لبثوا أن ضاعفوه على حساب غفلة العرب ومؤامراتهم البينية وبعض غرور ديوك العالم العربي من العسكارتاريا وهذا الخليط العجيب سمح لهم بحزيران.
وعندما صبر الجندي العربي قليلا ووضعت خطط عربية حقيقية معقولة وقابلة للتنفيذ في عام تشرين انتصر العرب ولو لعدة أيام قبل أن يلف ويدور من أدمن اللف والدوران، وكانت هذه كفيلة بضرب المبام والمباي وما حولها بركلة حرة مباشرة خارج مسرح كنيست صهيون ليبدأ المسرح بمشاهدة وجوه ليكود وحيروت وما حولها من بيغن وشامير وشبه هؤلاء المجانين.
واستخدم الكيان آخر أوراقه في رابين وجماعته وأحرقهم بذات الوقت عبر شارون وصولا للنتنياهو وانتقل وجه الكيان من صاحب الصرخة بالظلم إلى وجه القاتل المجنون دفعة واحدة، ولم يفلح لا كحول لافان ولا صاحبنا منصور عباس ولا حتى محمود عباس إخوان وسلطة الكوسا والويسكي بتحقيق أي لصقة من أي نوع لهذا الكيان الذي ظهر اليوم مطية خالصة لجماعة مشروع دولة الشريعة على طريقة الارهاب المباشر دون قفازات.
الآن الكيان أمام حقيقته وأمام وجهه المباشر دون مساحيق من أي نوع ولا مصاحبات موسيقية أو لونية، وقدصحا نصفه على أقل من ربعه يبدأ معه مرحلة سحل كله وإلى حيث ألقت، أما واجبنا فليس فقط أن ندعو لتستعر النار، بل لنزيدها اشتعالا ما أمكن بينهم....