ترى أوساط مراقبة لتطورات الوضع في قطاع غزة على الصعيد السياسي - خصوصاً بعد توقيع اتفاق الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني برعاية المخابرات المصرية- أن حركة «الجهاد الإسلامي» ميّزت مواقفها عن حركة «حماس» إن كان لناحية الموقف من الاتفاق بحد ذاته أو على صعيد العلاقة مع سورية والجمهورية الإسلامية في إيران.
وتعتبر الأوساط السياسية المراقبة لمجريات العملية التفاوضية ونتائجها أنه لم يتحقق منها شيء على الإطلاق، حتى وقف إطلاق النار الذي لم تحترمه «إسرائيل» بدليل سقوط شهداء من المدنيين في قطاع غزة وخان يونس والمناطق الأخرى كل يوم تقريباً، إضافة إلى خطف الصيادين الفلسطينيين وما إلى ذلك من تجاوزات تشكّل خرقاً فاضحاً لاتفاق التهدئة التي أبلغت به المخابرات المصرية باعتبارها الراعي للاتفاق المذكور، ولكن لم تتم معالجة هذه الخروقات، مع الإشارة إلى أن الأوساط المراقبة تراهن على عدم التزام العدو الصهيوني بمضمون الاتفاق كما سبق في اتفاقات مماثلة منذ أوسلو وحتى اليوم.
وأشارت المصادر المراقبة إلى أن هناك فرصة حقيقية أمام حركة «الجهاد الإسلامي» للردّ على الخروقات «الإسرائيلية»، وفي حال حصول مثل هذا الأمر ماذا سيكون موقف حركة «حماس» خصوصاً أن رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة طالب الفصائل الفلسطينية المقاومة بالالتزام بوقف إطلاق النار وانتشرت عناصر من «حماس» على الشريط الفاصل بين قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة في محاولة مكشوفة للالتزام وإلزام جميع القوى المقاومة بما تمّ التوصل إليه في القاهرة.
وأوضحت الأوساط المراقبة أن حركة «الجهاد الإسلامي» ميّزت نفسها عن حركة «حماس» إذ بالكاد اعترف رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بدعم إيران للمقاومة، فأعلن رمضان شلح ومن القاهرة أن الدعم الإيراني بالسلاح والمال هو الذي جعل المقاومة في غزة تنتصر على العدو الصهيوني كما أن سورية دعمت المقاومة ولو في حدّ أن تكون محطة أساسية لإيصال السلاح إلى المقاتلين الفلسطينيين بينما لم يتردد مشعل وبكل صراحة في القول إن الخلاف مع إيران له علاقة بالموقف من الوضع السوري.
وتعتبر الأوساط المراقبة أنه في ضوء ذلك كلّه يمكن لحركة «الجهاد الإسلامي» ومعها فصائل فلسطينية مقاومة أخرى أن تلعب دوراً مقاوماً لا يقلّ أبداً عن دور حركة «حماس» ولكن هذه المرة من زاوية عدم التزام العدو الصهيوني باتفاق التهدئة، وهذا الأمر في حال استمرار الخروقات «الإسرائيلية» وسقوط الشهداء وممارسة المزيد من المضايقات على المعابر، لن يترك خياراً أمام حركة «الجهاد» إلا القيام بواجبها الوطني الفلسطيني بالتعاون والتنسيق مع الفصائل المقاومة الأخرى للرد على الاعتداءات «الإسرائيلية»، ولكن تتساءل الأوساط نفسها عن مصير وموقف «حماس» من عدم التزام «إسرائيل» باتفاق التهدئة، خصوصاً أن بعض المعلومات تشير إلى أن مصر وحركة «حماس» على اتفاق تام بضرورة إلزام القوى الفلسطينية بالتهدئة مقابل استمرار الدعم الأميركي لمصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، أي إطلاق يد الإخوان المسلمين في التحكم بمفاصل الدولة المصرية وزيادة الدعم الاقتصادي والمالي إلى مصر لمواجهة مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية.
وختمت الأوساط بالقول إن هناك لعبة كبيرة يتم التحضير لها وعلى الشعب الفلسطيني التنبه إليها وهي جعل حركة «حماس» تنحرف عن مسارها الحقيقي في ضوء الإعداد لصفقة أميركية شعارها شرق أوسط جديد ولكن هذه المرة بالتحالف مع الإخوان المسلمين في المنطقة.
الثلاثاء 4 كانون الأول (ديسمبر) 2012
بين «الجهاد» و«حماس»
الثلاثاء 4 كانون الأول (ديسمبر) 2012
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
8 /
2190858
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
11 من الزوار الآن
2190858 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 6