فوجئ مُستخدمو مَوقع التواصُل الاجتماعي “الفيسبوك”، بانطلاقِ حملة “يا فلسطيني تمرَّد”، بإعلانِ البيان الأول للحملة، بتاريخ 22/6/2013، في تمامِ الساعة الثامنة مساءً بتوقيتِ القدس. وتزامناً مع انطلاقِ الحملة، قام الناشطون بتفعيلِ خدمة (هاشتاج)، التي تساعد على البحث عن أي كلمة في أي تعليق يُنشَر على هذا المَوقع.
وكما يبدو أن “حملة يا فلسطيني تمرَّد”، جاءت - كما جاءِ في بيانِها الأول - كـ “ضرورة للتمرُّد على التقاعُسِ، والتهاوُنِ؛ وبسببِ أولئك الذينَ يُفتَرَض بهم أن يتحدَّثوا باسمِنا، وأن يعيشوا همومنا، وآمالنا، وتضحياتنا؛ وأن يُمهِّدوا لنا طريقَ النضالِ من أجلِ تحريرِ فلسطين؛ ولكنهم بدلاً من ذلك يعملونَ على تهميشِنا، والتفريطِ في حقِّنا التاريخي، باختيارِهِم طاولة المفاوضات مُرتَكَزًا، واتفاقيات العار منهجَا، ويتبنّونَ ميثاقًا مُزورًا، كمُرشد للعملِ الوطني، وهُم بذلك لم يَجلبوا لنا، ولن يجلبوا، إلا الهزائم والخيبات، بتحييدِهِم كافة أساليب المقاومة، التي من شأنها أن تًعيدَ قضيَّتنا إلى الصدارةِ، لتعودَ، وتَسكُن كما كانت دومًا، في وجدانِ كلّ فلسطيني، بل وكلّ عربي، وكلّ من يُؤمِن بحقِّنا المشروع، على كاملِ ترابنا التاريخي. إذا أردنا الحديث عن أسباب التمرُّد، فهي كثيرة، تَكفينا نظرة إلى واقِعنا الفلسطيني المُر، وإلى قضيَّتنا المسلوبة ، وإلى حجمِ القهر الذي نعيشهُ، لنعرف لماذا يجب أن نتمرَّد على هذا الواقِع”.
وفوجئنا بأن البعض يُريد القول بأن “حملة يا فلسطيني تمرَّد”، هي استنساخ للتجربةِ المصريَّةِ؛ وردّي عليهم، أن التمرُّد سِمَة الإنسانِ الحُر، الذي يقول (لا)، في وجهِ الظلمِ، والتخاذُل؛ ففي كتابِهِ “الإنسان المُتمرِّد” يُعرّف “ألبير كامو” هذا الإنسان بما يلي: “الإنسان المُتمِّرد هو الإنسان الذي يقول لا”. أوليسَ ما قاله الشاهد الشهيد ناجي العلي، في وجهِ فئة ضالة اختطفت القضيَّة الفلسطينيَّة، واختزلتها بشخوصِها تمرُّداً؛ والذي كان: “يقولونَ أن علينا أن نُغلِقَ ملف القضيَّة الفلسطينيَّة، وأن نحلَّها كما يُريدونَ لنا أن نَحلّها. وأقولُ لهم إن كنتم تَعبتم ففارقونا”.
ألم يتمرَّد، أيضًا؛ نفس الشاهد الشهيد، عندما خطَّ بريشتِهِ؛ قائلاً:“يا راكعين لأمريكا أنا بريء منكم”؟ ألم ينصحنا الشاهد الشهيد، غسان كنفاني، بالتمرُّد، عندما سأل في روايتِهِ “عائد إلى حيفا”: “لماذا لم تقرعوا جُدران الخزان؟”.
نتمرَّد لأن غسان كنفاني، نصحنا بتغيير المُدافعينَ عن القضيَّة، لا أن نُغيِّرَ القضيَّة ذاتها؛ عندما قال: “إذا كنّا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بِنا أن نُغيِّر المدافعين، لا أن نُغيِّر القضيَّة”.
ولكنّي لماذا أتمرَّد!؟ لأننا “نعيش في زمنٍ عجيب ومُخزِ، ولكن يجب أن نعلم بأن كل ثورة لها مُقاتلوها، ومُفكروها، ومنتفعوها، مُقاتلونا قُتلوا، ومُفكرونا تم اغتيالهم، ولم يبقَّ عندنا إلا المُنتفعون، وهؤلاء لا يُفكرونَ في القضية أبداً؛ إنهم يعرفون أنهم هنا مُجرَّد عابرين، مثلما كانوا في تونس، ومثل أي نظام (فاسد)، نهايته قريبة، إنهم لا يُفكرونَ إلا في كيفيَّة الاستفادة من هذا النظام أكبر قدر مُمكن”.
أتمرَّد لأن الرِدَّة الوطنيَّة قتلتنا؛
أتمرَّد لأن القيادة الفلسطينيَّة الحالية، ليست منا، ونحن لسنا منه ؛
أتمرَّد لأن القيادات الفلسطينيَّة مكانها الطبيعي دار العجزة؛
أتمرَّد لأن شعبنا الفلسطيني قُتِلَ قهراً، من خلالِ الحركات البهلوانيَّة للساسة ؛
أتمرَّد لأني لا أفهم السياسة؛ أفهم فقط أن إلى فلسطينِ طريق واحِد وحيد؛ هو البندقيَّة؛.
أتمرَّد لأُعزِّز ديمومة الصراع مع العدو الصهيوني، حتى تحرير كامل التراب الوطني، والعمل على استمرارِ، وتطويرِ كل أشكال الاشتباك معه، ورفض الاعتراف، أو الصُلح، أو المفاوضات؛
أتمرَّد لأن شعبي يبحث عن الحريَّة، في زمنِ العبوديَّة؛.
أتمرَّد لأن نكبة أوسلو قَسمَّت شعبي بين مُواطن، ولاجئ، وعرب “إسرائيل”؛
أتمرَّد لأن ليس لي منفى؛ لكن لي وطنُ ؛
أتمرَّد لكي لا نُصبح يهود التاريخ، ونَعوي بالصحراءِ بلا مأوى ؛.
أتمرَّد لأني لا أعترِف بالشرعيَّة القانونيَّة لوجودِ السُلطة؛ وأن شرعيَّتنا هي المقاومة ؛
أتمرَّد كي أختار من يُمثِّلني ؛
أتمرَّد لأن جلسات المصالحة الفلسطينيَّة، تُعقَد في فندق الإنتركونتننتال ــ سيتي ستارز، في القاهرة، من أجلِ التسوُّق من مولِ سيتي ستارز، على حسابِ الشعبِ الفلسطيني ؛
أتمرَّد من أجلِ مصالحة وطنيَّة فلسطينيَّة، يكون قوامها المقاومة، والبندقيَّة ؛
أتمرَّد لإنهاءِ ملف الاستداعاتِ الأمنيَّةِ، وإغلاقِ ملف اعتقال الناشطين ؛
أتمرَّد لإعادة الاعتبار لشعارِ تحريرِ كاملِ الترابِ الوطني الفلسطيني ؛
لهذهِ الأسبابِ ؛ أُعلِن تَمرُّدي، لحين العودة إلى منزل جِدّي في قريةِ القبيبة، قضاءِ الرملةِ ، وأصرخ في وجهِ القياداتِ الفلسطينيَّة “أنا لست شاهد زور على الكوميديا الفلسطينيَّة السوداء، ولن أكونَ خِتماً لأبصم على ما يُريدونَ؛ مجرَّد خِتم”
الثلاثاء 25 حزيران (يونيو) 2013
لماذا أتمرَّد؟!
الثلاثاء 25 حزيران (يونيو) 2013
par
info portfolio
IMG/jpg/1372087830.jpgأحمد الدبش
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
24 /
2197627
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
19 من الزوار الآن
2197627 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 10