معركة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال “الإسرائيلي” يجب ألا تتوقف قبل إسقاط قانون الاعتقال الإداري الأكثر سواداً في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني، حيث يجري اعتقال مناضلين وأكاديميين ونواب وصحفيين وطلبة جامعات من دون أية تهمة أو تحديد سقف زمني لهذا الاعتقال، فيما يظل الأهالي بانتظار المجهول، بذريعة الحفاظ على سرية مصادر المعلومات أو طريقة جمعها .
على مدى سنوات الصراع، لم تتوقف معارك الأسرى في سجون الاحتلال، حيث سقط عشرات الشهداء على طريق الحرية، ولطالما انتفض الأسرى وواجهوا الجلاد بأمعائهم الخاوية لنيل مطالبهم، أو فرض قضيتهم على رأس أولويات العمل الوطني الفلسطيني، بل تقدموا الصفوف وكان لهم الدور الريادي في إطلاق وحتى قيادة العديد من الانتفاضات الشعبية من وراء القضبان . لكن معظم هذه المعارك كانت غالباً ما تنتهي إما بالقمع الوحشي لسلطات الاحتلال أو بتحقيق بعض المطالب التي سرعان ما تتنصل منها سلطات مصلحة السجون بالالتفاف عليها أو نقضها كلياً، ليعود الأسرى إلى الإعداد لمعارك جديدة تحت شعارات مختلفة .
آخر هذه المعارك، تلك التي أطلق شرارتها عشرات المعتقلين الإداريين، منذ أكثر من أسبوعين، وتضامن معها على الفور الآلاف من زملائهم في سجون الاحتلال، بعد أن رفضت سلطات مصلحة السجون حتى مجرد فتح حوار معهم، ومنعت عنهم الملح الذي يأخذه الأسير المضرب عن الطعام مع قليل من الماء كي لا تتعفن أمعاؤه أو تتعطل كليتاه عن العمل، إذ وجدت هذه المعركة صدى مختلفاً هذه المرة، ولقيت تفاعلاً شعبياً كبيراً تمثل في تظاهرات عارمة خرجت في الضفة الغربية وقطاع غزة والمناطق المحتلة عام ،1948 للمطالبة بحرية الأسرى وإغلاق ملف الاعتقال الإداري البشع . لكن هذا التفاعل الذي قفز من فلسطين المحتلة إلى أبناء الجاليات الفلسطينية في أوروبا ودول أخرى عبر حملة تضامنية كبيرة حملت شعار “مي - ماء - وملح” على مواقع التواصل الاجتماعي (هاش تاغ) .
حسناً فعل القائمون على حملة “مي وملح” الذين قاموا بترجمة ونشر تسجيلات مسربة للأسرى بلغات متعددة، فاقت ال 14 لغة، لفضح ممارسات الاحتلال، ما مكنهم من استقطاب عشرات آلاف المتضامنين على امتداد العالم . ويحسب في ذلك، للمناضل اللبناني جورج عبدالله القابع في السجون الفرنسية وقفته الرمزية، حينما قرر قولاً وفعلاً الانضمام للحملة والإضراب لعدة أيام عن الطعام تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين . هذه الحملة يجب ألا تتوقف عند هذا الحد، بل يجب أن تخرق جدار الصمت الدولي، باطلاع العالم على جرائم الاحتلال والقائمين عليه، والعمل على جلب قادته للمحاكمة أمام المحاكم الدولية، وربما هي بحاجة ماسة لتفعيل الملف برمته ونقله إلى الأمم المتحدة والمحافل الدولية المختلفة، لإرغام سلطات الاحتلال على التعامل مع الأسرى كبشر لهم حقوق، أولاً، ووقف السياسات الإجرامية بحقهم، ثانياً، والعمل على الإفراج عنهم أخيراً .
الاثنين 12 أيار (مايو) 2014
نحو إسقاط الاعتقال الإداري
الاثنين 12 أيار (مايو) 2014
par
يونس السيد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
79 /
2195697
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
9 من الزوار الآن
2195697 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 12