الاثنين 19 تموز (يوليو) 2010
السلطة تنتظر توضيحات ... وموسى يشترط ضمانات خطية

نتنياهو يرفض طلباً مصرياً لتقديم بادرات تجاه سلطة رام الله

الاثنين 19 تموز (يوليو) 2010

بعد تأجيلات متكررة، عقد اللقاء المقرر بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو. وبالرغم من أن المفاوضات المباشرة، ورغبة «إسرائيل» في أن تستخدم مصر نفوذها على سلطة «فتح - دايتون» في رام الله من أجل استئنافها، كانت الموضوع المركزي، إلا أن قضايا لا تقل أهمية في نظر الجانبين كانت حاضرة. فنتنياهو يعتبر عمليات تسلل الأفارقة عبر صحراء سيناء نوعاً من «الخطر الوجودي» على الدولة اليهودية. كما أن مصر تبدي قلقاً من خطة وزير الخارجية «الإسرائيلية» أفيغدور ليبرمان لإلقاء مسؤولية قطاع غزة على كاهلها، ومحاولته كسب التأييد الدولي لذلك.

ووصل نتنياهو إلى القاهرة في زيارة استغرقت ست ساعات أطلع خلالها مبارك على التفاهمات والاتفاقات التي أبرمها في لقائه مع الرئيس أوباما قبل أسبوعين. وفي المقابل، طالب الرئيس مبارك نتنياهو باتخاذ عدد من التدابير لبناء الثقة مع الفلسطينيين. وأشارت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» إلى أن الحديث تركز على سبل التقدم بالعملية السياسية مع الفلسطينيين، ورغبة «إسرائيل» في الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.

وقال ياسر عبد ربه، في ختام اللقاء بين رئيس سلطة «فتح - دايتون» محمود عباس وميتشل في رام الله أمس الأول، إنه «حتى الآن، لا يوجد وضوح في الموقف من عدد من القضايا المتعلقة بالانتقال إلى المفاوضات حول الوضع النهائي»، فيما قال عباس إنه مستعد للذهاب إلى المفاوضات المباشرة إذا قبلت «إسرائيل» «من حيث المبدأ» طرفاً ثالثاً، أو قوة دولية، للحفاظ على أمن الحدود مع الدولة الفلسطينية، إلى جانب الموافقة على مبدأ «التبادلية» في أي اتفاق سلام.

وأشارت الصحف «الإسرائيلية» إلى أن نتنياهو أراد، خلال لقائه على انفراد مع مبارك، أن يكسب مصر لجانبه من أجل الضغط على عباس لقبول المفاوضات المباشرة مع «إسرائيل». وقالت أن نتنياهو سعى لإقناع مبارك بأن الانتقال للمفاوضات المباشرة سيسمح لحكومته تقديم سلسلة من مبادرات حسن النية تجاه الفلسطينيين. وقالت «يديعوت» الصهيونية إن «نتنياهو يرفض المطلب المصري بتقديم بوادر حسن نية للفلسطينيين»، مشيرة إلى أنّ «المقربين من نتنياهو غير واثقين من أن الضغوط على أبو مازن (عباس) قد تقود إلى العودة للمفاوضات المباشرة».

ونقلت «يديعوت» عن نتنياهو أن «الرئيس المصري يمثل الطموح لتوسيع دائرة السلام والحفاظ على استقرار وأمن كل دول المنطقة... وأنا أعتبره شريكاً رئيسياً في تحقيق هذه الأهداف المهمة».

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، عقب اللقاء، إن مصر ترى أن على «إسرائيل» أن «تتحرك تحركاً استراتيجياً قوياً يعمّق لدى الفلسطينيين الثقة في نوايا «إسرائيل» وبالتالي نستطيع أن نشجع على التحول إلى المفاوضات المباشرة»، مشيراً إلى أن «هناك رغبة مصرية في إغلاق الثغرة بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين» ونسعى لتشجيع الجانب الأميركي على تكثيف اتصالاته وجهوده في الفترة المقبلة لكي يستطيع أن يضع الأرضية المناسبة للطرفين لكي يلتقيا في مفاوضات مباشرة».

وتبدي مصر الرسمية قلقاً متزايداً مما تعتبره ميلاً في «إسرائيل» لإلقاء عبء إدارة غزة عليها، وبالتالي تقسيم القضية الفلسطينية. وقالت مصادر مصرية إن مبارك يرفض بشكل مطلق محاولات إلقاء مسؤولية غزة على مصر. وكان الأمر قد أثير في تصريحات ليبرمان الداعية إلى الانفصال «الإسرائيلي» التام عن غزة، ونيل التأييد الدولي لذلك. ويقترح ليبرمان إغلاق المعابر «الإسرائيلية» مع غزة والسماح للإدارة الفلسطينية في القطاع بحرية التعامل مع الدول الأخرى براً وبحراً.

وسبق لوزير المواصلات «الإسرائيلي» إسرائيل كاتس، الذي كلفته الحكومة بوضع خطة للتعامل مع غزة، أن طالب بوقف الحصار والتنصل من المسؤولية عن إمداد غزة وإغلاق المعابر معها. وفي حينه أثار موقف كاتس ردود فعل مصرية غاضبة.

واستبق نتنياهو لقاء مبارك بالاجتماع أيضاً إلى المبعوث الرئاسي الأميركي جورج ميتشل. واستمع منه إلى رد رئيس سلطة «فتح - دايتون» محمود عباس على الاقتراحات «الإسرائيلية» لـ «بادرات حسن النية» في مقابل الموافقة على الانتقال للمفاوضات المباشرة. كما استبق الزيارة بالإعلان في جلسة الحكومة «الإسرائيلية» أن ««إسرائيل» تقف أمام خطر فيضان المتسللين والعمال غير الشرعيين من أفريقيا». وحذر نتنياهو من أن هذا التسلل يمثل «خطراً ملموساً على الطابع اليهودي والديموقراطي للدولة».

إلى ذلك، أجرى الرئيس المصري محادثات مع عباس تناولت تطورات المفاوضات غير المباشرة. وكان عباس وصل القاهرة، أمس الأول، حيث التقى مدير جهاز المخابرات المصرية العامة الوزير عمر سليمان وبحث معه جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية.

كما أجرى مبارك محادثات مع ميتشل تناولت الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لتحريك عملية التسوية. وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أنّ ميتشل سلم مبارك رسالة من الرئيس الأميركي باراك اوباما «تؤكد التزامه بدفع عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتعرب عن التطلع لمواصلة الرئيس المصري جهوده تحقيقاً لهذا الهدف». وأشارت الوكالة إلى أنّ مبارك أكد أن مصر ستواصل جهودها من اجل «تضييق الفجوة بين مواقف الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي»»، مشدداً على ضرورة «إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة الجارية حالياً لتهيئة الأجواء المواتية إلى مرحلة التفاوض المباشر بين الجانبين».

من جهة ثانية، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه لا يمكن للفلسطينيين الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع «إسرائيل» من دون «ضمانات مكتوبة». وقال موسى، عقب لقائه ميتشل في القاهرة، «لا نستطيع الانتقال أوتوماتيكياً من مفاوضات (غير مباشرة) الى مفاوضات (مباشرة) من غير ضمانات مكتوبة»، موضحاً أنّ الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المباشرة «من دون الحصول على ضمانات من الجانب «الإسرائيلي» يعني أننا دخلنا الى إدارة الأزمة وليس حلها».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2182904

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2182904 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40