لا بد لإرادة الأسرى أن تنتصر في نهاية المطاف، رغم هذا العالم الأعور الذي لا يرى إلا جنود الاحتلال الأسرى الذين كانوا على جبهات القتال، في حين يتعامى عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، منهم مئات الأطفال والنساء والمحكومين من دون توجيه أي تهمة إليهم. لكن هناك من يأبى أن يبقى تحت مظلة القهر الصهيونية، فقد أصرّ ثلاثة أسرى وهم الشقيقان محمد ومحمود البلبول وطالب الصحافة مالك القاضي على أن ينهوا مظلمتهم بمعركة الأمعاء الخاوية، وجابهوا الكيان بمؤسساته كافة ليقولوا كفى للاعتقال الإداري.
انتصار الأسرى الثلاثة في معركتهم، وإذعان الاحتلال لمطالبهم، هو اعتراف صريح بأن اعتقالهم غير قانوني، وأن زجهم في سجونه من دون توجيه تهمة إليهم هو مجرد عربدة، يراد بها القتل العمد، وتبديد الهمم، وإبقاء الفلسطينيين في خوف دائم. في حين بلغت سياسة الإهمال الطبي ذروتها وكان آخر الضحايا ياسر حمدونة الذي استشهد بعد تعرضه لسكتة قلبية في أقبية المعتقلات. وفي مواجهة ذلك لا يوجد هناك من يحاكم الاحتلال على هذا أو يقول له كفى. فالفصائل الفلسطينية إما غارقة في امتيازاتها، أو تصارع على فتات من السلطة.
ردود الفعل الفصائلية وحتى الحكومية كانت ضعيفة جداً، لا ترقى إلى مستوى الحدث، فخروج تظاهرات أو وقفات هزيلة هنا وهناك لا يمكن أن يغير الحال، أو يقلب الموازين ضد الاحتلال. فقد كان الأجدى لو كانت هبّة جماهيرية كبرى يرافقها معركة دبلوماسية تجبر الاحتلال على وقف الاعتقال الإداري الذي تجرمه القوانين الدولية والإنسانية.
أمّا على الصعيد العربي، فقضية الأسرى في ذيل الاهتمامات، باستثناء بعض التصريحات الخجولة بين الفينة والأخرى. فالقضية الفلسطينية ككل والأسرى كجزء منها، عانت تشرذم العرب وعدم التوحد خلف برنامج يقود الصراع نحو التحرر، وكان الشعب الفلسطيني ضحية خوف الزعامات من الأخذ بزمام المبادرة، أو رفع الكف في وجه الكيان والقول له ولداعميه كفى.
القضية بحاجة إلى استعادة المبادرة، ووضع خطوط عريضة لإرجاع الحقوق إلى أهلها، ومقاطعة الكيان اقتصادياً، واستخدام النفوذ على المستوى الدولي لمحاصرته والتضييق عليه دبلوماسياً، إضافة إلى دعم الشعب الفلسطيني، فهو الوقود الذي يواجه الاحتلال، ومن خلاله يمكن فرض وقائع جديدة على الأرض يذعن لها.
الأسرى يخوضون معارك تحررهم، ولكن يقع على عاتق أحرار العالم، إبراز قضيتهم إعلامياً، والانتصار لهم في المحافل الدولية، وعدم تركهم تحت رحمة البطش والتنكيل، كما أن على السلطة اتخاذ إجراءات فاعلة ومؤثرة، واستخدام أوراق قوتها للوقوف مع أسرى شعبهم، هؤلاء الأحياء في مدافن الكيان.
الجمعة 30 أيلول (سبتمبر) 2016
انتصار وشهيد
الجمعة 30 أيلول (سبتمبر) 2016
par
علي قباجة
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
97 /
2197600
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
19 من الزوار الآن
2197600 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 17