أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، أن المفاوضين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” اتفقوا على اللقاء مجددا خلال أسبوعين بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي خلال 9 أشهر .
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات ورئيسة الوفد “الإسرائيلي” تسيبي ليفني، إن الطرفين سيلتقيان إما في “إسرائيل” أو في الأراضي الفلسطينية، وإن “هدفنا سيكون” التوصل إلى “اتفاق الوضع النهائي خلال فترة 9 أشهر المقبلة”، وأضاف أن الجانبين اتفقا على “البقاء ملتزمين مفاوضات متواصلة ومستمرة”، ستضمن “كل القضايا الأساسية” باتجاه تحقيق اتفاق حل نهائي للنزاع، وأشار إلى أن المفاوضين سيضعون كل المحاور للتفاوض، وتابع “عندما يقول لك أحد إنه لا يمكن ل”الإسرائيليين” والفلسطينيين إيجاد أرضية مشتركة أو معالجة القضايا التي تفرّق بينهم، فلا تصدّق” . وأكد “جميعها مطروح على الطاولة بهدف واحد وهو رؤية لإنهاء الصراع وإنهاء المطالب” .
وجدد كيري التأكيد على رأيه أن الوقت ينفد لتحقيق حل الدولتين، وأنه “لا يوجد بديل آخر”، وقال “يجب علينا جميعا أن نكون أقوياء في إيماننا بإمكانية التوصل إلى سلام، وأن نتحلى بالشجاعة الكافية لتحقيق إيماننا بذلك، وان تكون لدينا الجرأة الكافية لتحقيق ما يتطلع إليه الشعبان منذ زمن وما يستحقانه” .
وأشاد عريقات بجهود كيري لاستئناف محادثات السلام، وقال إنه “لن يستفيد أحد من نجاح هذه الجهود أكثر من الفلسطينيين”، وأضاف “أنا مسرور بطرح جميع القضايا على الطاولة وحلها من دون استثناءات، لقد حان الوقت لكي يحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة” .
أما ليفني فأعربت عن أملها بظهور “بارقة أمل” من المحادثات الجديدة، وقالت “إن مهمتنا هي العمل معا حتى نستطيع تحويل بارقة الأمل هذه إلى شيء حقيقي ودائم”، وأضافت “أعتقد أن التاريخ لا يصنعه الساخرون بل الواقعيون الذين لا يخافون من أن يحلموا، ودعونا نكون هؤلاء” .
والتقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما عريقات وليفني بعد يوم من استئناف المفاوضات المباشرة، وذكر مسؤول في البيت الأبيض أن أوباما “التقى رئيسي الوفدين صباح اليوم (أمس)”، ولم يتضح على الفور محتوى النقاش الذي دار بين الثلاثة خلال اللقاء المغلق الذي لم يكن مدرجاً في جدول أعمال الرئيس في الأساس . وقالت صحيفة “هآرتس” إن اللقاء عقد في البيت الأبيض .
وعقد المفاوضون اجتماعات ثنائية في وزارة الخارجية، أمس، بعدما عقدوا اجتماعا على مأدبة عشاء استمرت 90 دقيقة مساء الاثنين في واشنطن، وصفته الخارجية بأنه “مثمر وبناء” . وقال مسؤول كبير بالوزارة “كان اجتماعا مثمرا وبناء بين الطرفين، فقد تشاركا بحسن نية وجدية في تحقيق الهدف”، وأضاف “نتطلع إلى استمرار المحادثات”، وانضم لوزير الخارجية الأمريكي كل من مارتن إنديك المبعوث الأمريكي الخاص للمفاوضات، ونائبه فرانك ليفنشتاين، ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج فيليب جوردون، إلى جانب نائب المستشار القانوني لوزارة الخارجية جوناثان شوارتز .
وأكدت ليفني أن المفاوضات استؤنفت في “أجواء ايجابية”، بعد توقف استمر ثلاث سنوات، وقالت إن “كل المواضيع مطروحة، لكننا قررنا ألا يخرج إلى العلن ما نقوله في قاعة المناقشات”، وأشارت إلى أن المفاوضات لم تستأنف “لتلبية مطلب الولايات المتحدة، إنما لأن استئنافها مفيد للطرفين”، لكنها أقرت بوجود خلافات عميقة في حكومة الكيان، وأضافت “ثمة وزراء لا يريدون التوصل إلى اتفاق وطرح فكرة الدولتين، ووزراء غير مبالين لكنهم يأملون في ألا تسفر المفاوضات عن نتيجة، وآخرون يريدون الوصول إلى نهاية النزاع” . وأكد زئيف الكين نائب وزير خارجية الكيان وأحد متشددي “الليكود” أن لديه “خلافا مبدئيا” مع ليفني، وقال إن “كل تغيير ليس بالضرورة ايجابيا”، وأضاف أن “الفلسطينيين ليسوا مستعدين لتقديم أدنى تنازل”
RLS
