خير وصف لها، انها هزت العالم .. فما يمكن ان تفعله مكالمة الرئيس الأميركي أوباما بالرئيس الايراني حسن روحاني، وما هي بالتالي الخطوات التالية على هذا الصعيد، فخير الكلام هو الذي تتابع فيه الأصوات بالتعارف على دواخل الشخصيات، ولا بد ان تليها مرحلة التحاور المباشر، فهل هذا ممكن بين الاثنين، وهل تسمح ظروفهما باللقاء وفي اي بلد!
يمكن تعريف المكالمة التي ستظل الشغل الشاغل لمدة غير محدودة، بأنها محاولة كسر الجمود بين دولتين تتصارعان على فكرة ما هو بعد النووي، لكي يكون حل النووي حله.
وإذا عرفنا ان اوباما ذكر في مكالمته لروحاني بمدى اهمية الحل النووي حتى بالنسبة للملف السوري، يتكون لدينا الانطباع المؤكد، مدى اهمية ما بعد النووي وربما ما بعد بعده.
عملية شاقة بدون أدنى شك، لكن فتح القلوب يبدأ بالكلمات، والكلمات تأخذ إلى صناعة موقف جديد يكون احيانا انتصارا لها. اذا رصدنا ما قيل بين الرئيسين تكاد كل جملة ان تكون بحثا في فتح اكثر من قناة على طريق فتح القناة الواحدة.
لا شك ان المكالمة بين الطرفين تركت آثارها العميقة لدى الاميركيين الذين بمعظمهم أيدوها، وكذلك حال الاصلاحيين الذين ينتمي إليهم الرئيس الإيراني روحاني، رغم كل ما قاله قائد الحرس الثوري الايراني الذي انتقدها، والتي يسمح بتداولها بل وربما الإكثار منها المرشد علي خامنئي.
والعالم ايضا انتصر للمكالمة، باستثناء اسرائيل وحديث نتنياهو الواضح عنها خير دليل. سيظل الاسرائيلي يخرب في سجادة العلاقة الاميركية الايرانية كلما بوشر بتمديد خيوطها. كل تقارب اميركي مع ايران ضربة للعقل الاسرائيلي، وللأفكار الاسرائيلية، وللاستمرار الاسرائيلي في رسم مكونات التأزم الدائم الذي لا تريده اسرائيل مغادرة العداوة مع طهران، إلى ان يتم الاطاحة بكل المنجزات الايرانية، ليس بالنووي فقط، بل بكل المجالات العملية والثقافية والفنية والتكنولوجية، وقد لا يروق لاسرائيل ان يكون هنالك مكان علمي مرموق بحجم جامعة شريف التي تخرج عقولا هائلة في شتى مجالات الاختراعات، والتي قد لا يتجاوز اصحابها الثلاثينات من العمر في بعض الاحيان. ومن الثابت قوله ان نتنياهو في واشنطن، ضيفا على أوباما، سيسمعه كلاما من هذا النوع، وسيقدم وصاياه المملة التي قدمها كثيرا للأميركي حول اهمية ضرب ايران، لأن معركته الكبرى التي لا يرى غيرها والتي ستبقى تؤرقه الى ان يحل قضيتها، هي توجيه الضربة إلى ايران من خلال الاميركي .. لكن الرئيس الاميركي اختار هدفا آخر، فعلها كضربة معلم، وفي نهاية ما تبقى من حكم أوباما، لن يكون في مصلحة اسرائيل على ما يبدو، ما هم الرئيس الاميركي، فهو لن يكون امامه تجديد أو تمديد آخر، سيمشي إلى بيته ويطوي اسراره او ربما يقولها في اللحظات المناسبة.
ومع ذلك، ستظل مكالمة الرئيسين روحاني وأوباما، فاتحة ليس بين ايران واميركا، بل في جدار المنطقة المغلق الذي صار عنوانه اليوم الصراع على سوريا.
الثلاثاء 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2013
مكالمة هزت العالم
الثلاثاء 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2013
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
40 /
2188072
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
23 من الزوار الآن
2188072 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 24