فاجأت« إسرائيل» أنها خارج التصنيف الجديد لأقوى الجيوش في العالم .. كان التوقع أن تكون بين العشرة الأوائل، لكن التوقع والتمني شيء والواقع شيء آخر.
ومع ذلك يحاول قادتها إبهار العالم بجيشهم، بعدما بث التلفزون «الإسرائيلي» إحدى الطائرات العسكرية« الإسرائيلية» وهي تملأ خزانتها بالوقود في الجو .. برقية سريعة إلى إيران التي رأت الكثير من هذا المشهد، واعتبرته في دائرة المشاهد التي لا ترقى للأخذ بها أو الاهتمام بعنوانها.
ثم ها هو المتغطرس نتنياهو يهدد من جديد لبنان على قاعدة “إياك” .. مع أن العقل الإسرائيلي يعرف بواطن الأمور وقدرات حزب الله التي قال عنها مؤخرا أحد قادته إن أصعب ما تواجهه إسرائيل سيكون يوم الحساب مع حزب الله الذي يملك أعتى الأسلحة في الشرق الأوسط.
تهديد لم يعد يفهم منه سوى أنه تذكير بجيش لم يعد عقدة ولا هو يخيف أحدا .. إنه أوهن من بيت العنكبوت كما يتم استعمال أبرز صفاته العسكرية واللوجستية، وهو الجيش الذي صار يقهر كلما حضر الأقوياء وقاتلوه .. كان في الماضي من الجيوش التي يهزم أمامها الآخر العربي، هو جيش لا يكسب معاركه إلا أمام خسارة عدوه العربي، عندما حضرت القوة بان على حقيقته، وعندما صار الصمود واقعا وركيزة، انكشفت قدراته، صار جيشا هوائيا يصنع حوله فزاعات من إعلامه وإعلام الغرب.
المفاجأة القادمة في منطقة الشرق الأوسط ستكون الجيش العربي السوري .. التقارير الإسرائيلية كلها تجمع على أنه سيخرج من معاركه الأقوى والأكثر لوجستيا وديناميكية وقدرات نارية وخططا ذات أهمية بالغة. يفتش الإسرائيليون وعبر الأميركي عن وسيلة لإخراج الجيش العربي السوري من المعادلة، مثلما فعلوا مع الجيش العراقي يوم همست السفيرة الأميركية في بغداد غلاسبي في أذن صدام حسين أن أميركا قد ترحب بخطوة احتلال الكويت .. كانت الخطة الأميركية تقول باجتياح العراق للكويت، وبعدها تحطيم الجيش العراقي بالطريقة التي تم فيها تحديدا.
الفشل الذي منيت به العصابات المسلحة في سوريا ومن هم وراءها، يدب الرعب في قلوب الإسرائيليين والأميركيين والغربيين أكثر من تلك المعارضة التي تنفذ أغراض هؤلاء جميعا، فيما لهؤلاء الكبار غرض واحد يقوم على كيفية فرط الجيش العربي السوري الآن أو في المستقبل. وإذا هم عاجزون حاليا، فكيف يمكن في التاريخ القادم. سؤال ترسم له إشارات متعددة، في وقت يصعد هذا الجيش العربي نحو غاياته الكبرى متجاوزا أفكارهم المسطحة التي يعرفها عن ظهر قلب، ويعرف أنها كانت شغلهم الشاغل خلال سنتي الأزمة، وبالتالي هي أزمتهم التي يفتشون عن حل لها قبل أن تحول ظروف الجيش العربي السوري قدراته إلى إمكانيات هائلة تهدد وجودهم.
لكن، سواء صنف الجيش الإسرائيلي بين الجيوش العشرة الأوائل أو لم يصنف، فهو لم يعد له حساب وتصنيف لدى قوى الممانعة التي صار لها حسابها الخاص مع قوة المنطقة، سواء عبر الجيش العربي السوري، أو من خلال القوة المتعاظمة لحزب الله، أو عبر الحلف الممانع الذي صار مشروعا لا يمكن قهره أو التصدي له، وله غاياته كما له أنيابه القاطعة الحادة.
السبت 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2013
«إسرائيل» خارج التصنيف
السبت 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2013
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
47 /
2197618
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
19 من الزوار الآن
2197618 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 9