القدس والأقصى يدخلان الخطر والعرب كالعادة مفرقعات صوتية ....

حذَّرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من تبعات قرار ما يسمى برئيس لجنة الداخلية والبيئة في الكنيست، ميري ريجيب. والقاضي بتعيين لجنة فرعية خاصة لفحص كامل لملف ما أسمته «صعود اليهود الى جبل الهيكل»، أو ما يعني عملياً تكثيف وتهيئة الأوضاع والأرضية لاقتحامات جماعية وترتيب صلوات يهودية في المسجد الأقصى، وهو ما صرحت به ومراراً تكراراً في الأيام الأخيرة.
وكانت ريجيب طالبت بزيادة عدد قوات الاحتلال المتمركزة داخل المسجد الاقصى من أجل تأمين الحماية لليهود عند اقتحاماتهم للمسجد.
من جهتها، أكدت المؤسسة على ضرورة وجود تحرك عالمي عاجل من أجل إنقاذ المسجد الاقصى من المخاطر المحيطة به والتي تتصاعد يوماً بعد يوم، في حين كرَّرت أن شد الرحال والرباط الباكر والدائم سيظل العنوان لتشكيل درع بشري يحمي المسجد الأقصى.
وأفادت أن قرار ريجيب جاء خلال مناقشة لجنة الداخلية والبيئة في الكنيست صباح امس الأربعاء، التحضيرات والاستعدادات لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى المبارك خلال عيد «الفصح العبري» الذي يصادف في نيسان المقبل.
وأوضحت أن طرح الموضوع بشكل مبكر على خلاف السنوات الماضية يؤكد أن الاحتلال يبيّت لاعتداء أكبر على الأقصى، ويضيّق الحصار عليه خلال ما يسمى بموسم الأعياد اليهودية الذي يبدأ في نيسان المقبل، خصوصاً أن التي تقود تلك الحملة ميري ريجيب.
وأشارت المؤسسة إلى أن ريجيب أكدت خلال تصريحات لها في اليومين الأخيرين أنها ستطرح مراراً وتكراراً هذا الموضوع في الكنيست، مرة كل ثلاث أسابيع بشكل دوري، إلى حين تهيئة الأوضاع لما أسمته «صعود اليهود إلى جبل الهيكل» وتأدية صلواتهم التلمودية فيه بشكل حر، والوصول إلى مرحلة تقسيم المسجد زمانياً ومكانياً كما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل.
انهيار جدار قرب باب المغاربة
وفي سياقٍ متصل، انهار جدار إسنادي أمس، على منازل في باب المغاربة بالقدس المحتلة، ورجح سكان المنازل حدوث هذا الانهيار بسبب الحفريات «الإسرائيلية».
عمران السلايمة أحد السكان المتضرِّرين، قال: «إن جداراً إسنادياً على امتداد حوالى 30 متراً، انهار على منازل تقطنها 4 عائلات منها ثلاثة من عائلة السلايمة وأخرى من عائلة الجعبري»، مشيراً إلى أن الإنهيار وقع عند الساعة الرابعة فجراً.
وشدَّد على أن معظم السكان في باب المغاربة يسمعون هزات أرضية وأصوات حفر وجرافات في جوف الأرض في ساعات الليل، مرجحين أن انهيار السور يعود إلى الحفريات «الإسرائيلية» المستمرة منذ سنوات.
ولفت السلايمة إلى انهيار الجدار على واجهة المنازل ونوافذها ألحق أضراراً في الكهرباء والماء.
وعلى صعيد مختلف، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، خلال اقتحام قوات الاحتلال «الإسرائيلي» لبلدة يعبد جنوب غرب جنين.
مصادر أمنية فلسطينية ذكرت، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة يعبد وسط إطلاق الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين بحالات اختناق خلال المواجهات التي اندلعت في أحياء عدة.
يشار الى أن قوات الاحتلال تتعمد وبشكل شبه يومي اقتحام البلدة وسط إطلاق القنابل ونصب الحواجز العسكرية على مداخلها.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أمس، شابين من محافظة بيت لحم.
وأفادت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت حي شارع الصف وسط مدينة بيت لحم وداهمت منزل المواطن منتصر عبد الكريم صدوق، 29 عاماً، وفتشته وقامت باعتقاله.
كما اعتقلت في مخيم عايده شمال بيت لحم، الشاب عبد العزيز حسين أبو سرور، 23 عاماً، بعد دهم منزله وتفتيشه.
إلى ذلك، أخطرت سلطات العدو «الإسرائيلي» أمس، المزارعين في أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم بالاستيلاء على مئات الدونمات بداعي عدم استصلاحها.
منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر، أحمد صلاح، قال: «إن أحد المهندسين التابعين لما يسمى بالإدارة المدنية في مجمع مستوطنة «غوش عتصيون» جنوب بيت لحم، وأثناء واجوده في منطقة زقندح التابعة إلى أراضي الخضر وقيامه بمسح الأرض، أبلغ أحد المزارعين الذي كان يستصلح أرضه بأن كافة الأرض في المنطقة المذكورة والتي تقع خلف الجدار غير مستصلحة وسيتم الاستيلاء عليها».
وأشار صلاح إلى أنه تم حتى الآن مسح ما مجموعه 500 دونم تعود لعائلات عيسى، صبيح، وغنيم.
وأكد أن الأمر في تصعيد ويمكن أن يلتهم مساحات أخرى في نفس المنطقة.
هذا فيما طالب مجلس الجامعة العربية أمس، أمين عام الجامعة نبيل العربي بتوجيه رسائل احتجاج عاجلة إلى الإدارة الأمريكية وأمين عام الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية، لشرح خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات “إسرائيلية”، مؤكدا ضرورة إعمال القانون الدولي .
وقرر دعوة المجموعة العربية في الأمم المتحدة مع المجموعات الجغرافية، لدراسة تقديم شكوى إلى مجلس الأمن بهذا الخصوص، كما قرر الطلب من منظمة التعاون الإسلامي التحرك الفوري لحشد الرأي العام ولشرح خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى .
وندد مجلس الجامعة في ختام اجتماعه الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة ليبيا بالانتهاكات “الإسرائيلية” المستمرة والمتواصلة بحق المسجد الأقصى، وتصعيد المنظمات اليهودية المتطرفة دعواتها التحريضية والعنصرية للاعتداء على المسجد، لاقتحام جماعي له لإثبات أن “الهيكل المزعوم” أصبح بأيديهم، وجدد في بيان في ختام الاجتماع لبحث مخاطر الانتهاكات “الإسرائيلي”، تحذيره من خطورة هذه الانتهاكات العنصرية المتطرفة والممنهجة، وحمل “إسرائيل” المسؤولية الكاملة عن خطورة المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن أي تداعيات لذلك ستهدد استقرار المنطقة وستؤدي إلى العنف والكراهية وتنذر بصراع ديني، مشددا على أنه لن يكون هناك سلام من دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن ما تقوم به “إسرائيل” هو محاولات لإفشال عملية السلام ونسف جهود المفاوضات ونشر الفوضى .
وأكد المجلس بطلان جميع الإجراءات “الإسرائيلية” بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية، كما أكد دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية وحماية وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتأكيد على القرارات الأخيرة التي اتخذتها لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي برعاية ملك المغرب بشأن حماية القدس ودعم صمود المقدسيين، داعيا المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وأعضاء اللجنة الرباعية واليونسكو، لتحمل المسؤولية الكاملة في الحفاظ على المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وخاصة المسجد الأقصى، وحمايتها من التهديدات .
واعتبر المجلس أنه في حالة انعقاد دائم وفي جلسة مستأنفة لمتابعة الموقف لرفع تقرير إلى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية ال 141 يومي 9 و10 مارس المقبل .
وحذر سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة بركات الفرا من تداعيات العدوان “الإسرائيلي” على القدس . ورحبت الرئاسة الفلسطينية بدعوة المجموعة العربية لدراسة التحرك لتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي بخصوص العدوان المستمر على الأقصى، .
ودانت منظمة التعاون الإسلامي التصعيد الخطير في قضية المسجد الأقصى، وندد أمين عام المنظمة إياد مدني بشدة بذلك، معتبرا أن “هذا التصعيد الخطير يشكل استفزازا لمشاعر الأمة الإسلامية جمعاء، وتحديا لإرادة المجتمع الدولي” .