أعلنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، أمس، أن مستوطنين متطرفين اقتحموا المسجد الأقصى أكثر من 1000 مرة منذ فبراير الماضي، وحذّرت من محاولات تقسيمه . وقالت المنظمة إن “تكرار مثل هذه الانتهاكات ينبئ بمخاطر شديدة تتمثل في محاولة تقسيم المكان زمانياً، حيث تصبح ساحات وباحات المسجد مرتعاً للمستوطنين خلال ساعات النهار، كخطوة أولى نحو بناء ما يسمى الهيكل”، وأضافت أن “جيش الاحتلال يقوم بإغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى القدس، في محاولة منه لمنع تدفق الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى من أجل التصدي للمستوطنين الذين يقدّم لهم كل الدعم والحماية أثناء الاقتحام، كما يعتدي على طلاب مصاطب العلم والمعلمات، وأبعد خلال شهرين خمس معلمات عن المسجد الأقصى لأشهر” .
وأشارت المنظمة إلى وقوع عشرات الإصابات في كل عملية اقتحام للمسجد الأقصى، وطالبت الحكومات العربية والإسلامية ب“التحرّك على محمل السرعة نحو الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات اليومية” .
هذا فيما اعتقل جيش العدو 6 من أبناء شعبنا ، خلال حملة دهم فجر أمس، في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، فيما فرض حصاراً مشدداً على المسجد الأقصى .
وقال مصدر حقوقي فلسطيني إن جيش الاحتلال داهم مناطق متفرقة بالضفة، واعتقل 6 فلسطينيين، وأضاف أن المداهمات والاعتقالات تركزت في الخليل (جنوب)، ونابلس (شمال)، فيما كان بين المعتقلين الأسير المحرر فراس نوباني .
وفرضت سلطات الاحتلال طوقاً حول مداخل المسجد الأقصى ومنعت المصلين من الوصول إليه، في استمرار لسياسات عزل الحرم القدسي وحصاره .
فيما حث الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس على اتخاذ قرارات صعبة والإقدام على مجازفات من أجل تحقيق التسوية مع «إسرائيل»، معرباً عن أمله في أن تشهد المفاوضات التي تجري برعاية أميركية، تقدما في الأسابيع المقبلة. وأضاف أوباما «مازلنا مقتنعين بأن هناك فرصة».
وأثناء محادثات في البيت الأبيض خيمت عليها الأزمة الأوكرانية حث عباس رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على المضي قدماً في الإفراج المقرر عن دفعة أخيرة من السجناء الفلسطينيين بحلول نهاية آذار.
وتوقع محللون أن يسعى أوباما إلى انتزاع موافقة الطرف الفلسطيني على تمديد مهلة المفاوضات لفترة إضافية، بعد انتهاء المهلة المقررة لها سابقاً حتى نهاية شهر نيسان المقبل.
وكان التقى عباس يرافقه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أول من أمس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين آخرين. وأفاد مصدر مطلع أنه تمت خلال الاجتماع مراجعة النقاط التي سيبحثها عباس مع نظيره الأميركي في البيت الأبيض.
من جانبها، نظمت مجموعات عباس في حركة فتح أمس مسيرات داعمة لعباس بمناسبة لقائه أوباما، في حين وقعت مناوشات بين طلبة من مؤيدي عباس وآخرين يؤيدون القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.
وشارك آلاف الفلسطينيين في هذه المظاهرات بعد دعوة الحركة لمسيرات بمدن الضفة الغربية دعماً لما وصفته بمعركة الدفاع عن الثوابت الفلسطينية.
ورفع المشاركون في المسيرات - التي جرت في عدد من مدن الضفة الغربية - أعلاماً فلسطينية وصوراً لعباس وهتفوا تأييداً له، كما تجمّع الآلاف على دوار المنارة برام الله وسط هتافات وإلقاء كلمات تطالب بالتمسك بالثوابت الوطنية وعدم الاستسلام للضغوط الأميركية.
وقال عضو اللجنة المركزيــة لحركة فتح محمود العالول إن حركة فتح «موحــدة» و«تدعم» الرئيس في مواقفه الثابتة، وإن الحركة لـن تخضع لأي ضغوط فيم معرض الادعاءات الفارغة المستمرة من قبل جماعة عباس.
في السياق ذاته، أجّلت أربعة فصائل فلسطينية، هي: الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب، والمبادرة الوطنية مسيرة أخرى كانت مقررة اليوم.
وأصدرت بياناً طالبت فيه عباس بالانسحاب الفوري من المفاوضات والرفض التام لخطة الإطار التي يسعى إليها كيري، كما طالبت بتفعيل المقاومة الشعبية في مواجهة الإحتلال وإنهاء الانقسام الداخلي فورا.ً
وكان أوباما قد اجتمع مع نتنياهو منذ أسبوعين في واشنطن بشأن إطار عمل من أجل اتفاق للسلام يتم بموجبه تمديد المدة الزمنية للمحادثات إلى ما بعد مهلة تنتهي في نيسان.
هذا وكان العدو قد سرّب للصحافة الدولية أمس أن نتيجة لقاء عباس لن تكون إلا تمديد المفاوضات معه من جديد وهذه المرة دون أية قيود تذكر مع استمراره في تثبيت تقسيم الأقصى، وذكرت مصادر العدو أن أوباوما أبلغ عباس بشكل واضح لا لبس فيه أن بقاءه وبقاء السلطة الفلسطينية خاصته واستمرار تدفق المال الممنوح لها مرهون بقبول شروط نتينياهو في مسألة يهودية الدولة وإلإقرار بنسيان حق العودة نهائيا وعدم الإتيان على هذه الموضوعات مجددا، وأن اتفاق الإطار الممكن هو الاتفاق الذي يعطي بانتوستنات في الضفة بحسب احتياج الدولة الصهيونية.
RLS
