الأربعاء 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2010
بعد ملاسنة ساخنة مع ممثل القيادة العامة..

أنور رجا يطرد ممثل حواتمة من اجتماعات الفصائل لإساءته لعزمي بشارة

حواتمة زود عبّاس بمحضر الإجتماع الذي كتبه هللو وتقرير يفاخر بإفشال الإجتماع ومشاركة بشارة
الأربعاء 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 par شاكر الجوهري

تبدي مصادر فلسطينية موثوقة أن الإجتماع الذي عقدته الفصائل الفلسطينية الأحد عشر يوم الأربعاء الموافق التاسع والعشرين من الشهر الماضي، قد يكون الأخير الذي يعقد في هذا الإطار، أو أنه قد يتم استثناء الجبهة الديمقراطية لتعقد الإجتماعات المقبلة بمشاركة عشرة فصائل.. وهي الصيغة التي كان معمولاً بها قبل أن تتوقف الجبهتان الشعبية والديمقراطية عن المشاركة في أعمال تلك الصيغة، على أن يحل حزب الشعب محل الجبهة الديمقراطية في الصيغة العشرية الجديدة.

المصادر تكشف عن ثلاثة اسباب لهذا التطور :

السبب الأول : تأكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» من أن الجبهة الديمقراطية تشارك في هذه الإجتماعات من أجل تزويد محمود عبّاس «رئيس» السلطة الفلسطينية بمحاضرها..!

السبب الثاني : تعمد عبد الغني هللو عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية تحريف اقوال مشعل في المحضر الذي أعده للإجتماع.

السبب الثالث : افتعال هللو مشكلة مع الدكتور عزمي بشارة، القيادي البارز في الهيئة الوطنية للحفاظ على الثوابت الفلسطينية، ما أدى إلى خروج هللو من الإجتماع في حالة أقرب ما تكون إلى الطرد..!

[**تسريب المحضر*]

فقد فوجىء خالد مشعل، بأن محضراً للإجتماع الأخير قد تم تسريبه على نطاق واسع من قبل سلطة رام الله، وهو المحضر الذي كتبه عبد الغني هللو عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية.

وقد نشر هذا المحضر على جميع المواقع الإلكترونية التابعة للعقيد محمد دحلان، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، المسؤول الأمني البارز سابقاً في قطاع غزة.

تشرح المصادر أن هللو زود نايف حواتمة بنسخة من المحضر، الذي سارع إلى ارسال صورة عنه إلى قيس عبد الكريم السامرائي، وتيسير خالد، عضوا المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في رام الله.

الهدف من ارسال هذه النسخة هو التأكيد للسامرائي وخالد، وهما حلقة الإتصال الرئيسة مع عبّاس، أن قيادة الخارج التزمت بتجنب اسباب الإنتقادات السابقة التي وجهها عبّاس للجبهة، عبر استجواب أجراه للسامرائي وخالد، اعترض خلاله على توقيع الجبهة على البيان الذي صدر عن الإجتماع الأول للفصائل الأحد عشر، وتضمن رفضاً للذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع «اسرائيل».

يومها، وصف خالد في اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ذلك البيان، بأنه عدمي وعبثي ومدمر، ولا يمثل سياسة الجبهة الديمقراطية.

في الإجتماع الثاني، كما يبين المحضر الذي أعده هللو، رفض ممثل الجبهة الديمقراطية صدور بيان عن الإجتماع، كي لا يتورط مجدداً بإغضاب عبّاس.

هذا الموقف، وإن كان خالد مشعل تجاوب مع رغبة هللو بعدم اصدار بيان لأسباب أخرى، إلا أنه قوى وجهة النظر التي ترى عدم وجود أية فائدة، بل وجود ضرر من مشاركة الجبهة الديمقراطية في هذه الإجتماعات.

[**نصف الفصائل يرفضون مشاركة الديمقراطية*]

وكان عدد من الفصائل الرئيسة أبدى معارضته لمشاركة الجبهة الديمقراطية منها الجبهة الشعبية/ القيادة العامة، الحزب الشيوعي الفلسطيني الثوري، منظمة الصاعقة، جبهة النضال الشعبي، وحركة «فتح/ الإنتفاضة».. أي خمسة فصائل من أصل عشرة، بدون الجبهة الديمقراطية..!

غير أن خالد مشعل رغب في مشاركة الجميع، كي يضعهم في صورة المباحثات التي أجراها مع وفد حركة «فتح» برئاسة عزام الأحمد.

وقد حضرت الفصائل المتحفظة على مشاركة «الديمقراطية»، لعدم إحراج حركة «حماس»، حيث أن مشعل هو الذي وجه الدعوة لعقد الإجتماع، واستضافه في منزله.

محضر هللو نسب لمشعل القول أنه اتفق مع الأحمد على تشكيل لجنة ومحكمة الإنتخابات، وتحديد موعدها بالتوافق، في حين أن عزام الأحمد أبلغ الفصائل أنه تم الإتفاق على أن يتم ذلك بالتشاور. والفرق بين الكلمتين شاسع، لأن التوافق ملزم لرئيس السلطة، في حين أن التشاور غير ملزم..!

[**سجال ساخن بسبب حضور بشارة*]

[**

أنــــور رجــــا | عبد الغني هللو

*]

أما المشكلة التي افتعلها هللو مع الدكتور عزمي بشارة، فخلفيتها تكمن في الكراهية التي يكنها نايف حواتمة لبشارة على خلفية الإحترام الذي يلقاه في الأوساط السياسية الفلسطينية والعربية، بما يجعل حواتمة يتعامل معه بإعتباره منافساً.

ويصب حواتمة وجبهته الديمقراطية انتقادات على بشارة بوصفه بأنه عدمي، وضد منظمة التحرير، فضلاً عن معارضة حواتمة وجبهته للهيئة الوطنية للحفاظ على الثوابت الفلسطينية، بإعتبار أن بشارة يريدها أن تكون بديلاً لمنظمة التحرير، كما تروج مصادر الجبهة الديمقراطية.

مشعل كان دعا الدكتور بشارة لحضور الإجتماع، وقدمه للحضور بإعتباره ضيفه. وقال إنه كان يعتزم مغادرة دمشق في اليوم السابق، غير أنه طلب منه أن يؤجل مغادرته لما بعد الإجتماع، كي يضع الحضور في صورة اللقاء التشاوري العربي الذي دعت له الهيئة، وشارك فيه ثلاثمائة شخصية عربية بارزة في بيروت.

فوجىء الحضور بهللو يقاطع مشعل، قبل أن يبدأ بشارة الحديث، قائلاً : دعنا نكمل اجتماعنا أولاً..!

بشارة أدرك أن هذه الملاحظة غير ودية اتجاهه، وأنها تدلل على عدم الترحيب بحضوره، وكان قد سأل أحد الجالسين بجواره عن المتحدث، وعلم أنه عضو في المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية.

فقال : يبدو أنه غير مرحب بي..؟!

هللوا : أنا لم أقلها..!

وهنا تصدى أنور رجا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية/ القيادة العامة، موجهاً كلامه إلى هللو : أنت غير المرحب بك.. الدكتور عزمي «على راسنا»، ومرحب به في أي وقت. أنت في الموقع الخطأ، ووجودك بيننا خطأ.. غير مرحب بك.

وأضاف رجا «إن عزمي بشارة أكبر وأسمى وأرقى من كل تنظيمك، ولا يحتاج لتزكية من أحد».

وبعد قليل، أدت هذه الملاحظات من أنور رجا إلى استئذان ومغادرة هللو للخروج لوجود ارتباط مسبق له، وذلك في حالة أشبه ما تكون بالطرد.

وقد استأذن هللو وهو يغادر، في حالة انفعالية لا تخفى على أحد، غير أن أياً من الحضور لم يلحق به ويطلب منه العودة لمتابعة اعمال الإجتماع.

وتؤكد المصادر أن هللو قدم تقريراً خطياً لنايف حواتمة قال فيه أنه أفشل اصدار بيان عن الإجتماع، كما أفشل مشاركة عزمي بشارة وتلميعه. وبدوره، بعث حواتمة بنسخة من هذا التقرير إلى رام الله.

[**مشعل تحدث بلغة تصالحية*]

مصادر «المستقبل العربي» تعقب على الإجتماع مؤكدة أن خالد مشعل تحدث بلغة تصالحية اتجاه حركة «فتح»، غير أن فصيلين على الأقل لم يكونا مرتاحين لذلك، فقد صرح خالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الشعبي، أمين سر لجنة المتابعة لتحالف القوى الفلسطينية، ولجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر الوطني الفلسطيني، معتبراً أن المصالحة في هذا التوقيت توفر غطاء لمسار المفاوضات المباشرة بين عبّاس و«اسرائيل».

ويشارك عبد المجيد في هذا الرأي العقيد أبو موسى أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح/ الإنتفاضة»، التي تبدي مخاوف كبيرة من عقابيل مثل هذه المصالحة، إن تمت.

[**تعقيبات فهد سليمان*]

تضيف مصادر «المستقبل العربي» أن فهد سليمان (شارل صوان)، العضو المتنفذ في المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، علق في ذيل نسخة المحضر التي أرسلت لمحمود عبّاس :

«خالد مشعل يحاول تسويق عزمي بشارة في الساحة الفلسطينية من خلال احتضانه، وتلميعه، وتصديره على اساس أنه ممثل الجماهير الفلسطينية في «اسرائيل»»، مضيفاً أن «مشعل يفعل هذا من أجل مناكفة جماعة محمد بركة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) وأحمد الطيبي (الحركة العربية للتغيير)»، الذي التقى حواتمة قبل عشرة أيام في عمّان بالأردن.

وقال سليمان «عبد الغني هللو حريف سياسة، فقد قلب طاولة الاجتماع رأساً على عقب، وتمكن من فرض موقفه، ومن ارباك المجتمعين، واثارة التناقضات بينهم، ومن سحب الجبهة الشعبية وحزب الشعب من جو الإجتماع، وبالتالي في منع اصدار بيان بإسم الفصائل الـ 11، مما أضطر المجتمعين لاصدار بيان بإسم التحالف فقط».

وعلق سليمان على هامش المحضر أيضاً «إن اخونجية «حماس» وجماعة الآيات (في اشارة لايران) وجماعة القرضاوي (في اشارة لقطر)، ليسوا جادين بالحوار مع «فتح»، وهم يناورون لا أكثر، بانتظار تعليمات من معلميهم».

المصادر تختم أن عبّاس أثنى عند قرائته للمحضر ولملاحظات سليمان، على دور الجبهة الديمقراطية، قائلاً بتهكم شديد : مليح، «خليهم يشتغلوا كمان شوية على قد ما بياخدوا»..!

- **المصدر : صحيفة «المستقبل العربي»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 36 / 2182838

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2182838 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 41


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40