تعدّ معضلة قطاع غزة، من وجهة نظر إسرائيلية، إحدى أهم القضايا الحاضرة دائماً في العقل السياسي و الأمني الإسرائيلي، وأكثر القضايا الشائكة في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، فهي ذات أبعاد محدّدة تتركز في النظرة الأمنية والسيطرة السياسية من جهة، والجانب الإنساني والصورة الدولية التي تتشكل في كل محطة من محطات الصراع المستمر، من جهة أخرى.
في استطلاع رأي أجريته على قناتي على يوتيوب حول التوقعات باتجاه مفاوضات مسقط بين أميركا وإيران، شارك فيه خلال يوم واحد أكثر من 3100 صاحب رأي، قال 56% إنّهم يرجّحون المراوحة في المكان وبقاء حال اللاسلم واللاحرب، وقال 7% إنهم يتوقعون تنازلات إيرانية ترجّح كفة “إسرائيل” في المنطقة، بينما صوّت 18% لصالح كل من فرضيتي نجاح المفاوضات بصناعة تسوية شاملة أو فشل التفاوض والذهاب إلى الحرب
تتعالى الأصوات التي تطالب المقاومة بتسليم سلاحها، والامتثال للطلبات الأميركية – الصهيونية بتسليم الأسرى ضمن صفقة أميركية تضمن من جهة إنقاذ حكومة نتنياهو التي تعتبر النسخة الصهيونية من إدارة ترامب، ومن جهة أخرى تمنح المعسكر الاستعماري “النصر النهائي” الذي فشل في تحقيقه على مدار أشهر الحرب الماضية.
طفا على سطح التصريحات العسكرية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة مصطلح جديد، بدا بالنسبة إلى البعض شبيهاً بجملة من المصطلحات التي دأبت “الدولة” العبرية على استخدامها أثناء الحرب على قطاع غزة، والتي تستمر بفصولها القاسية للشهر التاسع عشر على التوالي، وإن كانت قد شهدت هدوءاً نسبياً إبّان التوصّل إلى اتفاق التهدئة في منتصف كانون الثاني /يناير الماضي، والذي لم يلبث أن انهار بعد ذلك بشهرين تقريباً.
أصبح خبر العدوان الأمريكي المرتقب على إيران الخبر اليومي الرسمي لمعظم وسائل الإعلام الأمريكية والخليجية، ولا يخلو الخبر وتفاصيله من خبث في الصياغة للإيحاء بأن إيران هي من تتوسل الحوار والتفاوض وأن أميركا تصر على ضربة عسكرية، رغم تناقض ذلك مع الواقع ومع توصيات خبراء السياسة والإستراتيجية الأمريكيين للإدارة الأمريكية، وهو ما يشي بأن هذا التعميم له مآرب سياسية أخرى متعددة الأبعاد.
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
27 من الزوار الآن
3192038 مشتركو الموقف شكرا