*إرفعوا الغطاء عن عرابي أوسلو .. وإلا فستكونوا أمام شعبنا معهم في دائرة الإتهام ..*
نَعْجَبُ لِأَمْر بَعْض الفصائل والقوى الّتي تنْضوي تحت مُنظّمة التّحرير الفلسطينيّة .. الّتي تُصْدِر اليوم بياناتها الموجّهة لمحمود عبّاس بالإدانة تارة وبالإستهجان تارة أُخرى .. حول ما وَرَد على لِسان حسين الشّيخ من خلال تغريدة بالعودة للتّنسيق الأمني مع الإحتلال .. وهو نفسه محمود عبّاس الّذي يتبوّأ رئاسة كلّ المؤسّسات الفلسطينيّة الرّسميّة الّتي تُسبّح تِلك الفصائل بحمدها صباح مساء .. فهو محمود عباس:
رئيس مُنظّمة التّحرير الفلسطينيّة ..
رئيس دولة فلسطين ..
رئيس السّلطة الفلسطينيّة ..
رئيس الّلجنة المركزيّة لحركة فتح ..
وتُطالبه فيها بعدم العودة لاتّفاقات أوسلو .. ولا للعودة للتّنسيق الأمني .. اليوم فقط أفاقت تلك الفصائل من غفلتها بعد مرور ثلاثة عقود من الحياة مُفاوضات .. وتَضاعَفَ الإستيطان خَمْس مرّات .. وضاعَت القُدس .. وتمّ بناء سور الفَصْل العُنْصري .. وما زال ما يقارب ستّة آلاف من احبّتنا أسرى الحُرّيّة في سجون الإحتلال .. وغزّة تُحاصَر مُنْذ اربعة عشر عاماً .. والإعدامات الميدانيّة خُبْز شعبنا اليوميّ يُصاحِبُهُ هَدْمٌ للبيوت ومُصادرة الأراضي وسياسات الضّمّ المُتَصاعدة الوتيرة .. كلّ ذلك وكأنّ هذه الفصائل هم مراقبون أو أصدقاء للقضيّة الفلسطينيّة .. وكأنّهم لا يملكون غير إبداء النّصح والمشورة لمحمود عبّاس .. بأن يتوقّف عن تطبيق بنود وقرارات ومُلْحَقات أوسلو .. واتفاقيّات باريس الإقتصاديّة .. وغيرها من الإتّفاقيّات المُذِلّة .. الّتي كبّلوا من خلالها القضيّة والشّعب والأرض ..
وكأنّ هذه القوى والفصائل هم ضيوف على البيت الفلسطيني .. ولا يعنيهم مصير شعبنا وأرضنا ومقدّساتنا .. متناسين بأنّهم ظلّوا طوال الوقت وليومنا هذا .. شركاء مع محمود عبّاس ومع نهجه ومجموعته .. في كلّ المصائب الّتي أحدثها وزُمرته بحقّ شعبنا وقضيّتنا .. بإسم الشّرعيّة الفلسطينيّة والمُمَثّل الشّرعي والّلجنة التّنفيذيّة لمنظّمة التّحرير ..
هم يريدون بهذه البيانات المُعْتَرِضة على عَوْدة هذه القيادة إلى حال ما قبل 2020/05/19 .. كما ورد على لسان حسين الشّيخ ومحمد إشتيّة .. أرادوا الهروب إلى الأمام .. والتّنصّل من تحمّل مسؤوليّاتهم تجاه شعبنا وقضيّتنا .. وتسجيل موقف خجول بإسم الفصائل والقوى .. بعدم رضاهم عمّا يجري من تصفية للقضيّة الفلسطينيّة .. وقد تمّ بغطاء فلسطيني تفاوضي رسمي هم جزءٌ أساسيٌ منه .. ركيزته الأساسيّة هو التّنسيق الأمني .. وكبح جماح المُقاومة .. ومُطاردة المقاومين .. والزّجّ بالسّجون والمسالخ بكلّ من يعترض على النّهج الإستسلامي لهذه القيادة ..
إن محمود عبّاس وأباطرة أوسلو .. لم يحترموا يوماً قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دورة انعقاده الأخيرة عام 2018 .. الّتي انعقدت وحضرتموها تحت حراب الإحتلال في رام الله المُحتلّة وتقاسمتم فيها الكعكة .. وسمّيتم بعض النّوّاب للشّعب وهم لا يُمثّلون إلّا أنفسهم .. في عملية تزوير للوعي الفلسطيني ..
ولم يُقِم محمود عباس وزناً لقرارات المجالس المركزية بوقف التنسيق الأمني مع الإحتلال .. ولا لقرارات الإجتماع القيادي الفلسطيني في 2020/05/19 .. ولا لمُخْرَجات اجتماع الأمناء العامّين في 2020/09/03 في بيروت - رام الله وأمام العالم على الهواء مباشرة .. ولَم يحترم يوماً محمود عبّاس أُسُس وقواعد الشّراكة السّياسيّة .. ولا القيادة الجماعيّة الّتي تدّعونها في منظمّة التّحرير .. الّتي يختطفها ويتفرّد بقراراتها ويَنْطِق بإسمها أمام العالم وأنتم تتفرّجون .. ولم يتوقّف لحظة عن الإستهتار بكم جَهاراً نَهاراً وعلى رُؤوس الأشهاد .. كقوى وفصائل في منظّمة التّحرير .. وهو اليوم بفعلته هذه بالعودة للتّنسيق الأمني مع المحتلّ .. يدير الظّهر لكم ولكلّ المكوّنات السياسيّة وللرّأي العام الفلسطيني .. وتختمون بياناتكم بالجملة إياها ...عاشت (م. ت.ف) المُمثّل الشّرعي والوحيد للشّعب الفلسطيني البطل ..
هذه هي منظّمة التّحرير الّتي يترأّسها محمود عبّاس وتنطق بإسمكم وأنتم معه فيها شركاء .. يعود من خلالها للتّنسيق الأمني مع الإحتلال وبإسم منظّمة التّحرير أي بإسمكم كَمُكَون لّلجنة التّنفيذيّة لمنظّمة التّحرير .. وتتحملون أمام شعبنا بحكم شراكتكم مع محمود عباس .. المسؤوليّة السّياسيّة والأخلاقيّة والوطنيّة لما أوصلتم شعبنا إليه اليوم بإسم المُمثّل الشّرعي والوحيد .. فإن كنتم حريصين على المنظّمة .. فحرّروها من قبضة من يغتصبها ويتفرّد بها وأنتم له باصمون .. لتكون بالفعل الممثّل الشّرعي للشّعب الفلسطيني .. وليس أداة في يد طبقة أوسلو السّلطويّة ..الّتي تتخابر مع الإحتلال .. وتُشكّل غطاءً لاستمرارهم في تصفية القضيّة الفلسطينيّة ..
إن لم تتحرّك هذه الفصائل بالفعل على الأرض .. وتُغادر مربّع البيانات والتّنديد والإدانة الّلفظيّة .. وتتّخذ خُطوات عمليّة .. توقِف مسلسل هذا الإنهيار في الموقف السّياسي الفلسطيني وضَياع القضيّة .. الّذي يقوده صَنّاع أوسلو ومهندسوها .. أبطال النّهج الإستسلامي في المُقاطعة في رام الله .. بإسم مُنظّمة التّحرير الفلسطينيّة وتمثيلها الشّرعي للشّعب الفلسطيني .. فستكونوا أمام شعبنا معهم في دائرة الإتّهام ..
إرفعوا الغِطاء عن هذه الطّبقة الأوسلويّة المُتَأَسرِلة كما وصفها القيادي الرّاحل هاني الحسن ابو طارق رحمه الله .. وهي الّتي اسْتَوْلت على مَقَدّرات شعبنا ومؤسّساته وتَنْطِق بإسْمه وتقوده زوراً وبُهتاناً .. وتداعوا لطفاً ورحمة بهذا الشّعب وبقضيّتنا بأسرع وقت ممكن ولو على ظهر سفينة .. إلى إجتماع وطني شامل .. وتشكيل إطار قيادي مرحلي جديد لمنظّمة التّحرير .. إطار قيادي يدعو إلى مقاومة المحتلّ وكنسِهِ في الضّفّة المحتلّة .. ويُحضّر لإنتخابات مجلس وطني حقيقي .. يُمارس الكلّ الفلسطيني في كل أماكن تواجده حقّه في انتخاب قيادة تمثّل إرادة شعبنا .. لنقول بعد ذلك معاً وسويّاً وبصوت عالٍ .. عاشت (م. ت.ف) الممثّل الشّرعي والوحيد للشّعب الفلسطيني البطل ..
RLS
