الذراع التشريعية للكيان الصهيوني، تبطش مرة أخرى؛ لكن هذه المرة تطال ضحايا إجرامها الشهداء وأسرهم أو المدفونين بمقابر الأحياء المسماة مجازاً ب«السجون». وها هو «الكنيست» يخرج علينا بأكذوبة جديدة يقر من خلالها قانوناً تدعمه حكومة التطرف والإرهاب في الكيان؛ لحجب مخصصات الأسرى والشهداء من أموال الضرائب الفلسطينية، التي يتحكم بها الاحتلال. فبعد جرائمه المتواصلة، وسفكه للدم الفلسطيني بكل سادية وانتهازية، جاء الآن دور العائلات الثكلى، ليحاربها هذا الكيان المتغطرس في قوت يومها، ومصدر عيشها.
الاحتلال تجاوز الخطوط الحمر بمراحل متعدية، وبات يتدخل بكل كبيرة وصغيرة، ويتحكم بكافة مناحي حياة الفلسطينيين، بدعم أمريكي من خلال الضغط على السلطة الفلسطينية لوقف مخصصاتها لأسر المقاومين، الذين دافعوا عن أرضهم وشعبهم. فقد زعم وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون «أن مسؤولي السلطة وافقوا على التوقف عن دفع تعويضات لأسر منفذي العمليات في «إسرائيل». وقال: «عدّلوا سياستهم، أقلّه لقد تم إبلاغي أنهم غيّروا هذه السياسة»؛ لكن الأخطر من تصريحاته يتمثل بقبول القيادة الفلسطينية بالأصل نقاش هذا الأمر، أو إخضاعه للمداولات، فبينما نفت السلطة قبولها هذا الطرح، صرح مسؤول فلسطيني، أن «المحادثات قد جرت على دفع المخصصات بطريقة أخرى، وليس وقفها». وأضاف: «ربما تحمل اسماً مختلفاً»، مشيراً إلى احتمال إلغاء استخدام تعبير «الشهيد».
التصريح الذي جاء على لسان المسؤول الفلسطيني يحمل في طياته أمراً خطراً جداً، وهو التنازل عن المحددات والمرتكزات الوطنية، والثابت المتفق عليه في النضال، أي التخلي عن إطلاق وصف الشهداء على ضحايا الغدر «الإسرائيلي»، والقبول والإذعان للمطالب الأمريكية، وهذا يعد إماتة لروح الصمود، وتسخيفاً لدماء الشهداء، فضلاً عن رهن القرار الفلسطيني للخارج وهو ما يضاف إلى ما قامت به السلطة مؤخراً من قطع رواتب مئات الأسرى المحررين دون إبداء أي مبررات لذلك.
التنازل يتبعه مطالبات جديدة وتنازل آخر، وعلى القيادة أن تدرك ذلك، وتتراجع عن المساس بالثوابت الوطنية؛ لأنها مقدسات لا يمكن لأي فلسطيني أن يسمح بالمساس بها كالشهداء مثلاً. فالاحتلال ورغم كل التنازلات المقدمة له إلا أن شراهته لا تهدأ وأطماعه لا تسكن أبداً؛ لذا فالسبيل الأمثل هو تحدي غروره وصلفه، وعدم الرضوخ لتهديداته مهما حدث، وحتى وإن كان ثمن ذلك ارتدادات وانعكاسات على الفلسطينيين، فإن الشعب قادر على الصمود في سبيل كسر قيود الاحتلال، ومواجهة عنجهيته.
تفعيل المواجهة، وتغيير الوجوه القيادية الحالية في فلسطين، ووقف المكايد السياسية والعقاب الجماعي، هو الطريق الأمثل والأصوب للوصول إلى الحرية، والانعتاق من الظلم المتزايد على الفلسطينيين.
الجمعة 16 حزيران (يونيو) 2017
الشهداء يقتلون مرة أخرى
الجمعة 16 حزيران (يونيو) 2017
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
24 /
2189807
ar أقسام الأرشيف ارشيف المؤلفين علي قباجة ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
13 من الزوار الآن
2189807 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 13