ليست البطولة أمراً جديداً على مخيم جنين، أما جديد البطولة التي اجترحها مقاومو المخيم عندما داهمته قوة صهيونية هذه المرة فهي تجسيد المعنى الحقيقي للوحدة الوطنية كفاحياً وميدانياً. فقد اظهر امتزاج دماء شهداء الفصائل المختلفة: الأبطال حمزة أبو الهيجا ومحمد أبو زينة ويزن جبارين، أن وحدة السلاح المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني، الوحدة الميدانية المقاتلة، هي وحدها الوحدة الحقيقية، لا “الوحدة” التي تكرس خط التسوية والاستسلام في الساحة الفلسطينية أو “وحدة التفاوض”، ولا “الوحدة” التي تقوم على محاصصة امتيازات سلطة بلا معنى في ظل احتلال، ولا “الوحدة” التي تتباكى على صراع الديوك بين انهزاميين مستسلمين من جهة مع عملاء الموساد من جهة أخرى، بين عباس والدحلان مثلاً، ولا “الوحدة” بين من استلموا السلطة في ظل احتلال عبر أوسلو منذ التسعينيات، ومن طمحوا لاستلامها بالتنسيق مع الأمريكان عبر الإقليم في ما يسمى “الربيع العربي”، كما بين فتح وحماس مثلاً، ولا “الوحدة” مع “اليهود التقدميين” والمروجين لما يسمى “النضال المدني السلمي” كبديل لسمو العنف المسلح في مواجهة الاحتلال.
إن كل المقاومين الحقيقيين تجري في عروقهم زمرة دم واحدة... وكل المستسلمين والتسوويين تجري في عروقهم زمرة دم واحدة أخرى مختلفة تماماً.
وصراع التسوويين، من كل الألوان، لا ناقة لنا فيه ولا جمل... أما الصراع ضد العدو الصهيوني بكل أشكاله، وعلى رأسه الدموي المسلح، فهو الجدار الأخير الذي تستند إليه القضية الفلسطينية ليحميها من أن تباع في أسواق النخاسة السياسية، وهو وحده الذي يحمي الوحدة الوطنية الحقيقية.
فالمجد والخلود لكوكبة شهداء مخيم جنين الجدد، ولتحيا وحدة حملة البنادق.
الثلاثاء 26 آب (أغسطس) 2014
مقاومو مخيم جنين يرسمون بدمائهم
الثلاثاء 26 آب (أغسطس) 2014
par
د. إبراهيم علوش
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
30 /
2190914
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف ابراهيم علوش ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
11 من الزوار الآن
2190914 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 18