موضوعان على طاولات مجلس الأمن تكشفان مساحة الفوضى والاضطراب في إدارة مجلس الأمن وفي الظلم القائم على أساسه مجلس الأمن.. موضوع داعش وموضوع فلسطين.. فموضوع داعش تداعى له وزراء خارجية الدول العظمى الذين أدلوا بدلوهم في صب الزيت على النار وأبدى كل منهم استعداده بتقديم المساعدة، لإنهاء جماعة داعش من على وجه الأرض.. وموضوع فلسطين، حيث الوعيد والتهديد من قبل دول عظمى للفلسطينيين لمنعهم من مجرد تقديم الملف على طاولات مجلس الأمن..
ليس فقط الكيل بمكيالين انما باستنفار قوى الشر الكامنة في النفوس والثقافات والسياسات والبرامج ضد كل ما من شأنه إعادة الحق او جزء منه لأهله المظلومين والعمل بكل خبث ومؤامرة لإحباط مساعيهم في الوصول إلى هذه المؤسسات مع ان الفيتو الغربي والأمريكي مضمون ضد اي تصويت لصالح الفلسطينيين.
أما هناك.. في موضوع داعش والحملة العسكرية الغربية على مواقع داعش في العراق وسوريا فالأمر سهل للغاية حتى لو طال ذلك تدمير بلدات وقرى وقتل آمنين مدنيين.. لم يتوقف الأمر عند حد مساعدة الأنظمة في سوريا والعراق او السماح لها بالتحرك المريح ضد داعش والمجموعات المسلحة وان تقوم تلك الأنظمة بتصفية الحساب معها، بل ها هي الإدارات الغربية تقوم بنفسها من اجل تطهير البلاد من داعش، ولعله لا يخفى على أحد السر وراء هذا الحماس الغربي انهم يريدون حل مشكلاتهم الاقتصادية على حساب أمن واستقرار بلداننا وثروات بلداننا ويجعلون من داعش حجة وذريعة، فيما يعلم الجميع انهم هم من صنع داعش وأخواتها ومهد لها وأشهرها في الإعلام وسهل لها سبل الوصول.
حيرة فقط أم شيء اخر!؟.. انه المنهج الواضح الذي لا ارتباك فيه ذلك الذي تنهجه الدول الغربية تجاه القضايا جميعا وهو يقوم فقط على عنوان المصلحة والتسيد على العالم.. وهنا لا بد من الإشارة إلى اننا نملك إعادة التوازن لمجلس الأمن والإسهام في تطوير أدائه وتحريره إلى حد كبير من الهيمنة الأمريكية ذلك عندما تصبح لأموالنا ومواقعنا الجيوسياسية قيمة في تخطيطنا.. وعندما نتحرر من خوف يستبد بنا ويلقي بنا تحت سنابك خيلهم الغازية.. هناك نبحث عن صيغ عالمية لدول آخذة في التطور والنماء، الصين والبرازيل ودول أخرى يمكن مع هذه وتلك نستطيع ان نبني أسسا جديدة لنظام دولي جديد يحرر المؤسسات الدولية من طيش اللصوص الدوليين وعصابات المال المدنس الدوليين.
أين نحن من هذه المؤسسات التي شرعت لقتلنا واحتلال أراضينا ونهب ثرواتنا وحصارنا وإبقاء التبعية في حياتنا إلى أزمان طويلة.. من هنا كان لا بد من بذل الجهد المكثف والموحد من قبل النظام العربي كله علّنا نصبح فاعلين وغير مفعول بهم رحمة بأبنائنا ومستقبل أجيالنا القادمة.. تولانا الله برحمته.