ظن كثيرون انه بمجرد ذهاب الفلسطينيين الى أوسلو وتوقيع اتفاقيات مع العدو الصهيوني انهم غسلوا أيديهم من القضية الفلسطينية وانهم خضعوا لشروط اللعبة الأمريكية والغربية.. ولكن سريعا قفزت الأحداث الى الواجهة باشتباكات عنيفة بينهم والإسرائيليين بعد سنوات قليلة من التوقيع على اتفاقيات أوسلو..وظل الظن بكثيرين ان الموضوع سينتهي في كامب ديفد وان الفلسطينيين سيبيعون ما تبقى لديهم الا أنهم فاجؤوا العالم برفضهم للمنطق الأمريكي والصياغة الصهيونية لتسوية الامر الذي فجر انتفاضة الأقصى، حيث اشتبك الفلسطينيون بما لديهم من عتاد مع قوات الاحتلال واستمرت الانتفاضة سنوات.
ينتقل الفلسطينيون الآن الى مرحلة اخرى تماما مرحلة انتزاع القوانين والقرارات الاممية بوضع جدول زمني لانسحاب الاحتلال من اراضي الدولة الفلسطينية التي اقر العالم انها دولة تحت الاحتلال..ولا يتردد الفلسطينيون في السعي او اظهار النية للسعي الى الانضمام الى كل المحافل والهيئات والمنظمات التي تكرسهم كواقع ينبغي التعامل معه على اعتبار انه دولة.
وصعوبة هذه المرحلة انها تعيد التساؤلات الصهيونية الى حالة البدء .. الضفة الغربية تعود كاملة ومعها قطاع غزة الى الحياة الحرة الكريمة والسيادة في دولة مترابطة بمؤسسات تحمي الشعب وتقويه وتحفظ له استمرارية حفه في الحياة الحرة الكريمة.
واصعب من ذلك ان البديل سينقل الفلسطينين جميعا الى مستوى جديد من النضال.. فلقد توقفت المفاوضات ونهائيا..والآن هو وقت التفاهمات على جدول زمني للانسحاب وان لم يحدث ذلك فيكون الفلسطينيون خطوا للأمام خطوات ولن يعودوا للخلف فهاهم يستعيدون ادوات المعركة التي ظن العدو وبعض الاصدقاء انهم فقدوها في الرحلة الطويلة قطعة قطعة.
على راس هذه الاسلحة الوحدة الوطنية والخروج من الكمين الذي يصنعه العدو.. من اهم هذه الاسلحة تعرية العدو ومحاصرته واظهاره على حقيقته الاجرامية والعنترية وتحميله المسؤوليات كاملة على كل ما حصل وما يحصل.. كما ان الفلسطينيين يمتلكون من الاسلحة الكثير وهم سيستعيدون اسلحتهم وخطابهم من ارض المعركة ولن يتنازلوا عن حقهم في دولة يعز فيها الفلسطيني وتذل بها اسرائيل.
اجل ان الخطاب الفلسطيني الذي توجه الرئيس الفلسطيني في الامم المتحدة يعبر بلا شك عن دخول الفلسطينيين مرحلة جديدة بادوات جديدة يكونوا قد استعادوها او اظهروها بعد ان ظن الناس بهم الظنون..
في هذه المرحلة ستكثر المؤامرات عليهم واخطرها محاولات شق صفهم .. ان وحدتهم وعدم التعاطي مع الاتصالات تحت الطاولة والمناورات المعادية يعني بوضوح تغليب العام على الخاص والوطني على الحزبي .. انها لحظات حاسمة ومرحلة دقيقة تحتاج من الفلسطينيين التدقيق وتجاوز خلافاتهم الداخلية والتقدم نحو فرض منطقهم الذي اصبح يحوز على قبول عالمي والذي استطاع ان يحاصر المنطق الاسرائيلي ويحبطه.. ومع الفلسطين مطلوب موقف عربي رسمي وشعبي لعلهم يستطيعون انجاز خطوتهم الكبيرة.. تولانا الله برحمته.