بعد السويد، يتم الكلام عن بريطانيا بأنها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين .. ومن جهته نتنياهو يعلن أنه لن يجري أي تغييرات على الأمر الواقع بالأقصى، وفي أكثر من عاصمة أوروبية مناشدات لإسرائيل بضرورة التوقف عن الاستيطان وعدم الإمعان في تغيير معالم المناطق المحتلة..
في الغرب مواقف تتفاعل ويعاد بشكل أو بآخر ترتيب صياغة موقف بعد أن أدرك الغربيون أن لامناص من تسوية سياسية بخصوص القضية الفلسطينية، لنزع احتقانات خطيرة في المنطقة يمكن أن تنفجر في أي وقت مهددة سياقات النظام الرأسمالي الروتيني الذي انتهى إلى نمطية معينة في التعامل مع المنطقة، وهو ليس بصدد تغييرات جوهرية في سلوكه لئلا تحصل انهيارات في البنية الاقتصادية على شاكلة ما لحق بالاتحاد السوفيتي في عملية إعادة الهيكلة.
الآن توجه الفلسطينيون غربا، بعد أن فشل الإجماع العربي في أن يتخذ قرارا ولو بشكل محدود للدفاع عن الأقصى والقدس، وتخلى النظام العربي عن الدعم لفلسطين إلى الصورة التي لم يعد هناك فيها أثر للحضور العربي.. يتم هذا كله على أعتاب تقدم الفلسطينيين بطلب إلى مجلس الأمن بحماية الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، ومطالبة مجلس الأمن بوضع خطة تفصيلية للانسحاب من الضفة الغربية وإنهاء الاحتلال.. ويبدو أنه من الواضح أن قرار مجلس الأمن سيكون في حرج من استخدام حق فيتو أمريكي، ولعل هناك مبادرات لقطع الطريق على الفلسطينيين لمنعهم تقديم مبادرتهم لمجلس الأمن..
يتوجه الفلسطينيون الآن غربا، بعد أن فرغت يداهم من كل الوعود الإقليمية، وبعد أن انشغل الإقليم بنفسه وأصبحوا بلا سند ولا ظهير والصهاينة يلفون بهم من كل جانب يستبيحون الأرض والمقدسات ويفتكون في ذراريهم قتلا وافناء.
وفي أمريكا اللاتينية مواقف متميزة لصالح الفلسطينيين دعما وإسنادا.. ففي فنزويلا، أعلن رئيسها عن دعم التعليم في فلسطين ببعثة مكونة من ألف طالب فلسطيني في شتى التخصصات الدراسية.. وفي البرازيل تقف رئيسة البرازيل بقوة مع الحق الفلسطيني ومناشدة الرأي العام الدولي إلى الانحياز للمطلب الفلسطيني بوضع حد للاحتلال الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية.
والموقف الدولي المتطور لصالح القضية الفلسطينية جاء إثر مقاومة فلسطينية باسلة وعناد فلسطيني لا يخضع للابتزاز والضغوط ومن هنا كان الموقف الدولي إنما هو نتيجة للكفاح الفلسطيني الذي يجد نفسه الآن مضطرا إلى زيادة الوتيرة وبمنهجية عالية وبنشاط مكثف، لأن ذلك كله يمكن أن يوفر عليهم دما وجهدا وتضحيات لكي يحققوا الخطوة الاستراتيجية في كفاحهم بإقامة دولتهم واستئناف الكفاح من أجل عودة المهجرين من أبناء الشعب الفلسطيني الذين زاد عددهم عن 6 ملايين نسمة.
هل يعني ذلك أن الموقف العربي تبخر في ساحة الصراع؟ السؤال الأكثر وجاهة هل لا زال لدى العرب موقفا رسميا يمكن التعويل عليه.. تولانا الله برحمته