الخميس 26 شباط (فبراير) 2015

الإسلام‮.. ‬الدين المنتصِر في‮ ‬كل الظروف

الخميس 26 شباط (فبراير) 2015 par صالح عوض

لفت انتباهي‮ ‬إعلان الصحفي‮ ‬الكاتب الألماني‮ ‬اليهودي‮ ‬الشهير هنريك ديدور إسلامه مؤخرا‮.. ‬وانتباهي‮ ‬لهذا الحدث جاء من عدة زوايا‮.. ‬أولها أن الموجة الإعلامية المشوِّهة للإسلام بلغت أوجها وأن الروح العدوانية الإقصائية في‮ ‬الغرب ترى رواجا واسعا وقد تشكلت جمعيات ومؤسسات تهتم بتوجيه الانتقادات والشتم والإساءة لرموز الدين الإسلامي‮..

ثم من زاوية أخرى ما‮ ‬يتعرض له الدين من محاولات لتشويه منهجه وروحه ببروز مجموعات‮ ‬يروّج الإعلام الغربي‮ ‬والعميل لها ممارساتها بما‮ ‬يرتكب من قتل واستهانة بالروح الآدمية وحقوق الإنسان فيتم تقديم الإسلام على أنه دين توحّش‮.. ‬ولفت انتباهي‮ ‬أيضا هذا الموقف من هذا الكاتب الشهير فيما‮ ‬يتعرض له الإسلام في‮ ‬بلاد العرب إلى تشويه وتهميش وإقصاء وقلة المناصرين له بعلم ووعي‮ ‬وإيمان‮.. ‬

وأخيرا لفت انتباهي‮ ‬إسلام هنريك ديدور بالذات بعد أن كان من ألدّ‮ ‬خصوم الإسلام والمروّجين لمعاداته واعتباره خطرا داهما على أوروبا ودعوته إلى شباب أوروبا للرحيل،‮ ‬لأن المستقبل في‮ ‬بلدانهم‮ -‬حسب هنريك‮- ‬للإسلام الذي‮ ‬يتنامى بسرعة فائقة‮.. ‬الجميل في‮ ‬إعلان هنريك أنه أكد عودته للدين الإلهي،‮ ‬دين الفطرة،‮ ‬وأن المستقبل له،‮ ‬لأنه دين الإنسان،‮ ‬دين السلام وأن كل التشويهات التي‮ ‬يحاولها البعض لا تنال من صفائه وقوته‮. ‬

وعرف تاريخ الإسلام المعاصر شهوداً‮ ‬عديدين على قدرته في‮ ‬اختراق جدر التضليل والتعمية ووصوله إلى الوجدان الانساني‮ ‬والعقل البشري‮ ‬يحررهما من الخرافة والانحراف والتزايد في‮ ‬الانحياز إلى أحد أقطاب عملية التفكير‮.. ‬ولمعت في‮ ‬سماء الغرب أقمار بهية زاهية لأفذاذ المفكرين موريس بيكاي‮ ‬وريني‮ ‬ڤينون ومالكوم اكس ومحمد أسد وروجي‮ ‬غارودي‮ ‬وآخرين في‮ ‬أعلى مستويات التحصيل العلمي‮ ‬والأدبي‮.. ‬كما حاز الإسلام على احترام كثير من المؤسسات والهيئات العلمية في‮ ‬الغرب وأصبح بلا منازع الدين الثاني‮ ‬وجودا والأول انتشارا والمتميز بفاعليته ودوره في‮ ‬الغرب‮.‬

وفيما نحن نكتب هذه الكلمات تحاصرنا نماذج لا تدعو إلى الراحة والاعتزاز في‮ ‬بلاد العرب والإسلام تكاد تغطي‮ ‬على المشهد كله وتقدم صورا ليست هي‮ ‬الصورة الحقيقية التي‮ ‬يجد فيها الإنسان ضالته‮.. ‬رغم ذلك،‮ ‬إلا أن هناك جهوداً‮ ‬جبارة‮ ‬يبذلها آخرون في‮ ‬بلاد الغرب الآن للدعوة إلى الدين القويم لإنقاذ البشرية من منهج الدمار والتخريب المتحكم في‮ ‬فلسفات السياسات الغربية والتوجّهات الامبريالية‮.‬

إنها إحدى آيات الإسلام أنه‮ ‬يقاتل في‮ ‬أسوإ الظروف وينتصر وأنه‮ ‬يخترق كل الجدران السميكة ويصل إلى الضمير الانساني‮ ‬رغم كل الأغلفة والعتمة الدامسة‮.. ‬ذلك‮ ‬يعود بلا شك إلى قوة ذاتية فيه وفي‮ ‬منطقه وفي‮ ‬انسجامه المطلق مع الكون ونواميسه والنفس وقوانينها والحياة وسننها،‮ ‬وهو عندما‮ ‬يسجّل حضوره في‮ ‬أعلى المواقع العلمية وبين علية القوم هناك إنما‮ ‬يقول بملء الفم إنه دين البشرية جمعاء ومستقبلها وهو لا سواه ناظم حياتها السعيدة‮.‬

[(‭‬إسلامٌ‮ ‬يوحدنا ويملؤنا عزة وكرامة ويبصّرنا سبيل التصدي‮ ‬لمؤامرات العدو الاستعماري‮ ‬ويطهّرنا من عوامل الضعف والخراب‮.. ‬إسلام صاف من نبع القرآن الكريم كلام الله العزيز الحكيم ومن السنة المطهرة من صحيح ما نقل عن رسول الله من قول أو فعل‮.. ‬إسلام رحمة للعالمين وبشرى خير للمستضعفين ونذير للمجرمين الاستعماريين‮..‬)]

هذا هو مسار الإسلام الدين المنتصر في‮ ‬كل الظروف‮.. ‬وكل متتبع وما أكثرهم في‮ ‬مراكز التحليل والإشراف المدعمة لصناع القرار في‮ ‬الغرب‮ ‬يرفع بإشارات الخطر للسياسيين ومؤسسات وضع الاستراتيجيات الاستعمارية هناك‮.. ‬لأن تنامي‮ ‬حركية الإسلام وتقدم فاعلياته في‮ ‬الغرب والشرق سواء‮ ‬يعني‮ ‬بوضوح خطرا حقيقيا على مصالح الأنانيين الاستحواذيين الذين‮ ‬يريدون تحطيم كل مقاومة تتصدى لمشاريعهم في‮ ‬أمتنا‮.. ‬ومن هنا‮ ‬يمكن تفسير الدافع وراء هذا التطرف الغربي‮ ‬في‮ ‬معاداة الاسلام والهجوم الواسع على بلدانه والعمل على تشويه صورته وتقديم نماذج توحّش في‮ ‬محاولة دؤوبة منه لتنفير الغرب من الإسلام وإبعاده عن حياة الناس في‮ ‬الشرق وفرض نماذج رديئة تخدم الدعاية الغربية الاستعمارية‮.‬

والإسلام في‮ ‬حقيقة الأمر هو رأس مالنا الثمين وكنزنا الاستراتيجي‮ ‬وهو معيننا الذي‮ ‬نشقى بدونه‮.. ‬وإن العبث بهذا الكنز إنما هو عبث بمستقبلنا ومصيرنا‮.. ‬وهذا‮ ‬يدعونا إلى العودة إلى ديننا الصافي‮ ‬الجميل القويم الحق الصراط المستقيم الذي‮ ‬يحترم عقولنا وينمي‮ ‬عزائمنا وتشرق به أرواحنا وتصفو به قلوبنا‮.. ‬الإسلام البيّن الواضح الذي‮ ‬يجعل من العمل الصالح منهجا لنا في‮ ‬الحياة ومن الأخوة الإنسانية إطارا لنا لتأدية الواجب،‮ ‬كما أنه‮ ‬يدعونا دوما لما‮ ‬ينفع الناس كل الناس،‮ ‬ويرتقي‮ ‬بنا إلى الأمة الخيّرة‮..‬

من هنا ندرك أي‮ ‬شر تحمله تلك المؤامرة التي‮ ‬تحول بيننا والإسلام من خلال تضليل بعض أبنائنا بأفكار معلّبة وتصوّرات سقيمة وكلام‮ ‬غير علمي‮ ‬عن الإسلام‮.. ‬ندرك كم هم أشرار أولئك الاستعماريون عندما‮ ‬يقذفون في‮ ‬ساحتنا بنماذج صنّعوها هم تقدِّم لنا نماذج مشوهة عن الإسلام أو أن‮ ‬يقدم لنا نماذج تغريبية علمانية معاندة بلا علم ولا سبيل رشاد‮.. ‬إنه في‮ ‬الحالين إنما‮ ‬يصرّ‮ ‬على عدم ترك فرصة لنا للحياة بإسلامنا دين الفطرة والسلام والعلم والعمل النافع الصالح‮.‬

إسلامٌ‮ ‬يوحدنا ويملؤنا عزة وكرامة ويبصّرنا سبيل التصدي‮ ‬لمؤامرات العدو الاستعماري‮ ‬ويطهّرنا من عوامل الضعف والخراب‮.. ‬إسلام صاف من نبع القرآن الكريم كلام الله العزيز الحكيم ومن السنة المطهرة من صحيح ما نقل عن رسول الله من قول أو فعل‮.. ‬إسلام رحمة للعالمين وبشرى خير للمستضعفين ونذير للمجرمين الاستعماريين‮.. ‬إسلام الحرب على العنصرية والجاهلية والشر بأنواعه كلها المعنوية والمادية‮.‬

إنه الإسلام الذي‮ ‬يهتدي‮ ‬إليه الآن العظماء من الرجال في‮ ‬الغرب والشرق‮.. ‬انه إسلامٌ‮ ‬تنهض به العقول الكبيرة والهمم العظيمة والطباع السوية‮.. ‬إسلامٌ‮ ‬يبدّد ظلام القرون الفائتة ويقدّم للبشرية منهجا لحياة تنقذها من الأخطار المعلقة فوق رؤوسها‮.. ‬لهذا الإسلام‮ ‬يجب أن ننهض ونخلع عن أرواحنا وعقولنا كل التصورات والأفهام والقيم التي‮ ‬تولدت في‮ ‬غيابه‮.. ‬أي‮ ‬لا بد من تجديد الانتماء للإسلام ومثالنا في‮ ‬ذلك أولئك الرواد في‮ ‬صدر الاسلام وما فعلوه من مجد‮.. ‬تولاّنا الله برحمته‮.‬



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 53 / 2185055

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2185055 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40