السبت 21 آذار (مارس) 2020

(كورونا) في بورصة تشكيل الحكومة

السبت 21 آذار (مارس) 2020 par علي بدوان

وجد رئيس الحكومة “الإسرائيلية” الحالية، والمُكلف بتسيير الأمور إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة، بنيامين نتنياهو، فرصته الكبيرة لاستغلال واقع الأزمة الصحية العالمية التي نشأت مع انتشار (فيروس كورونا)، وذلك في استغلال فظ للأوضاع المترتبة على تلك الأزمة، والاكتشاف اليومي المتزايد لحالات الإصابة به في “إسرائيل”، حيث بات نتنياهو يدعو للاهتمام بالواقع المُستجد، والقفز فوق مسألة التعقيدات الموضوعة أمام تشكيل الحكومة، وتقديم سيناريو خاص يُفضي لتشكيل حكومة بقيادته من كتل اليمين (56) نائبا (حزب الليكود + حزب شاس + حزب يهوديت هتوراه + حزب يمينا)، مع انضمام حزب “إسرائيل بيتنا” (سبعة نواب) بقيادة أفيجدور ليبرمان للتحالف المذكور، أو خروج أعضاء من قائمة (كاحول ـ لافان) والانضمام لتحالف قوى اليمين، لصالح ترجيح كفة ائتلاف نتنياهو، وصولا لنيله مباركة وتأييد 61 نائبا كي يعبر الطريق نحو حكومة ائتلافية بقيادته.
إذًا، يحاول بنيامين نتنياهو استغلال الأزمة الصحية العالمية المترتبة على تداعيات فيروس (كورونا)، معتبرا إياها (وبشكل مضمر) كهبة سماوية لشخصه، تفسح المجال أمامه للعب في الميدان السياسي الداخلي في “إسرائيل”، والتملص من الملفات التي تلاحقه أمام المدعي العام، وصولا لتشكيل حكومة بقيادته، مُنطلقا مما أسماه “الضرورات الوطنية لمواجهة أزمة كورونا”. فنتنياهو خطير في ألاعيبه السياسية كالثعبان، وعلى استعداد لفعل أي شيء للبقاء في الحكم لفترة رئاسية جديدة، والهروب من المحاكمة والسجن.
لقد شبّه نتنياهو في خطابه الأخير مساء يوم 12/3/2020 الأزمة الحالية في “إسرائيل” بسبب (فيروس كورونا)، بالأزمة عشية حرب حزيران ـ يونيو1967، وذلك في سياق دعوته لحكومة طوارئ وطنية وتبريرها. فنتنياهو يقدم هنا خطابا شعبويا بامتياز، يدغدغ فيه المشاعر البهيمية عند جمهور اليمين ومن معهم، وهو في جوهره، خطاب عقائدي مُتطرف، وعدواني خطير أيضا. فالتشبيه بين حرب 1967 العدوانية التي شنتها “إسرائيل” ضد سوريا والأردن ومصر واحتلت فيها أراضي فلسطينية إضافية وعربية، وأزمة (فيروس كورونا)، تشبيه في غير مكانه على الإطلاق، فهو تشبيه ديماغوجي، لكنه قد يحمل تلميحات لأعمال عدوانية ضد الجوار العربي وضد قطاع غزة، مُستغلا فوضى (أزمة كورونا) في الدول المحيطة وفي العالم بأسره، ودخول “المجتمع الإسرائيلي” في حالة طوارئ تشلّ كل شيء تقريبًا وأشد من حالات الحرب.
إن أزمة (فيروس كورونا) العالمية، دخلت بإرادة نتنياهو إلى الميدان السياسي الداخلي في “إسرائيل”، إلى بورصة تشكيل الحكومة “الإسرائيلية”. في محاولة مكثفة منه لتقديم هذه المشكلة باعتبارها أولى الأولويات في الوضع الداخلي “إسرائيلي”، وهو ما يعني هروبه من التحقيقات المتعلقة به، وإمكانية تحقيق انزياح لصالحة للحصول على 61 نائبا، وبالتالي تشكيل حكومة ائتلافية بقيادته، وقطع الطريق على محاولات إنهائه سياسيا، وهو الهدف الذي تسعى لإنجازه القوى المعارضة له في الخريطة السياسية “الإسرائيلية”.
لقد دعا رئيس المعارضة، وقائد قائمة (كاحول ـ لافان) الجنرال بيني جانتس لتشكيل حكومة طوارئ، معتبرا أن تشكيل حكومة “طوارئ وطنية” في “إسرائيل”، هو الصواب حاليا لمواجهة أزمة (فيروس كورونا). وكشف جانتس في تدوينة على حسابه بفيسبوك عن مكالمة هاتفية أجراها، مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بحثا خلالها إمكانية تشكيل حكومة طوارئ، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية. فكان رد نتنياهو عليه بتأييد الدعوة إلى تشكيل حكومة طوارئ، داعيا منافسه بيني جانتس لإقامة هذه الحكومة، والذي رد عليه بأنه مستعد لمناقشة ذلك شريطة مشاركة كافة الأحزاب والقوائم الإسرائيلية في هذه الحكومة. فطرفي المعادلة “الإسرائيلية”، ونعني الحزبين الكبيرين، وجدا في (فيروس كورونا) مخرجا يحفظ ماء الوجه، لكل منهما. عندما تنادى الحزبان لتشكيل حكومة ائتلافية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2189895

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي بدوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2189895 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40