الأربعاء 23 نيسان (أبريل) 2014

غزة والدولة والوحدة

الأربعاء 23 نيسان (أبريل) 2014 par صالح عوض

وفد حركة فتح يحط قريبا في غزة التي يصلها القيادي الحمساوي موسى أبو مرزوق مفوضها في ملف الحوار.. وعلى الجانبين تتهاطل التصريحات بأن تنازلات كبيرة من قبل الطرفين لا بد من القيام بها لكي تتحقق الوحدة الفلسطينية ويطوى ملف الانقسام.

ان الفلسطينيين يتحركون الآن في مناخ افضل، انهم يتحركون في ظل القرار الأممي بالاعتراف بهم دولة وفي ظل الترحيب من قبل المنظمات الدولية بأن لهم الحقوق كاملة التي تمنح للدول.. وانجز الفلسطينيون ذلك في معزل عن الموافقة الأمريكية، بل بالتضاد معها، كما انهم انتقلوا بالمفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية على أرضية جديدة.

يتجه الفلسطينيون الآن الى ثلاثة منجزات.. اولها الدولة بعد حل السلطة كما يصرح كثير من القيادات الفلسطينية.. فالدولة التي تستند إلى المرجعيات الدولية اقوى شأنا من السلطة التي تستند إلى مرجعية أوسلو.. فإعلان الدولة ميدانيا يعني ان اسرائيل تقوم باحتلال أرض شعب آخر، وتهدد أمنه واستقراره.. وحتى لو تم تأجيل اعلان حل السلطة، فإن الفلسطينيين تمكنوا من ترتيب أمورهم على صعيد المنظمات الدولية.

والمنجز الثاني الوحدة، حيث لم يعد مقبولا ان يستمر التنازع الفلسطيني طيلة هذه السنوات، الأمر الذي ألحق أضرارا كبيرة على سمعة الكفاح الفلسطيني.. فالوحدة من شأنها اضافة معاملات قوة ميدانية للموقف الفلسطيني وإبعاده عن دائرة الابتزاز والاستفزاز، ويتكرس تصور العمل المشترك والتجاوز لكل ما من شأنه إرباك الساحة الفلسطينية.

والمنجز الثالث رفع الحصار عن غزة، حيث يشترط الجانب المصري توحد الفلسطينيين وتواجد حرس الرئاسة الفلسطيني لإنهاء حالة اغلاق المعبر.. وبهذا يصبح انهاء الانقسام الفرصة التاريخية لفتح المعبر وانهاء حصار غزة.

انها منجزات كبيرة بلا شك ستكون محل نقاش قيادة فتح وحماس بشكل مركز، ويبدو ان حماس جادة في تقديم تنازلات من مكتسباتها عقب الانقلاب، كما ان فتح مستعدة لمد الجسر لخروج حماس من المأزق الخطير الذي خنق غزة وأرهق أهلها سنوات طويلة.

فغزة والدولة والوحدة، ثلاثية التحدي الفلسطيني القائم، انه تحد للمشاريع الفلسطينية وتحد للبرامج، كما انه تحد امام الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، فهل يستطيع الفلسطينيون تجاوز الأزمة الخانقة التي تكاد تودي بمشروعهم الوطني الفلسطيني.

انها خطوة كبيرة بمستوى طموح الشعب والأمة، والأعين كلها مشدوهة ومشدودة للساعات القادمة والتي عليها سيتحدد مصير سنوات طويلة قادمة.. فما قيمة الوحدة بلا دولة.. وما قيمة الدولة بلا غزة.. كما انه لا قيمة لغزة بلا الدولة والوحدة..

إن فعلها الفلسطينيون نكون قد اقتربنا من الطريق الصحيح الذي نختصر فيه المسافات نحو كرامة الشعب وعزته وحقوقه.. تولانا الله برحمته.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2182713

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع صالح عوض   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2182713 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40