كما توقعنا قبل أكثر من أسبوعين، باتت عملية إجراء انتخابات برلمانية مُبكرة في «إسرائيل» بحكم المؤكد، بعد أن دخلت الأزمة الوزارية ذروتها في الدولة العبرية قبل أيامٍ خلت، بإعلان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو، إقالة وزيري المالية يائير لبيد، زعيم حزب يوجد مستقبل (يش عتيد) الليبرالي، ووزيرة العدل تسيبي ليفني زعيمة حزب (الحركة) من منصبيهما، معلناً أنه لا يحتمل وجود معارضة داخل حكومته.
الانتخابات البرلمانية المُبكّرة للكنيست (البرلمان) العشرين، ستجرى في السابع عشر من مارس 2015 المقبل، حيث العنوان الرئيسي يتمثل في الصراع بين نتانياهو ومعه حزب الليكود في مواجهة مجموعات الأحزاب المعارضة بما في ذلك الشركاء الذين تم إقصاؤهم مؤخراً (حزب يوجد مستقبل+ حزب الحركة).
نتانياهو يريد من الانتخابات المُبكّرة القادمة للكنيست (البرلمان) العشرين، انتخابات «فرد واستعراض عضلات» شخصية، في معركة كسر عظم، حين حدّد الاتجاه الذي ستدور حوله حملته الانتخابية، بإعلانه أن الانتخابات ستكون حول من يدير الدولة، لتكون بمثابة «استفتاء عام» على شخصه، على رغم أن الانتخابات لرئاسة الحكومة ليست مباشرة، إنما للأحزاب التي يفوز زعيمُ أكبرها عادةً بمهمة رئاسة الحكومة، وهو ما يتوقعه نتانياهو حيث تعشعش في ذاته رهانات الفوز بحكومة يمينية قادمة سيكون فيها نصيب حزب الليكود مُتميزاً عن الدورة الانتخابية السابقة للكنيست.
ومن المؤكد أن خطوة نتانياهو بالدفع نحو تأكيد الانتخابات المُبكّرة تتسم بأهمية سياسية خارجية كبيرة لإرسال الرسائل للخارج خاصة للإدارة الأميركية ولبعض دول غرب أوروبا، بأنه مازال الرجل القوي في «إسرائيل»، وأن حزب الليكود سيبقى قائداً للائتلاف الحكومي بسياساته المعروفة تجاه القضايا الأساسية المطروحة والمتعلقة بالعملية السياسية التفاوضية مع الطرف الفلسطيني، وهي العملية الغارقة في الأوحال.
إن نتانياهو بفجاجته، وسعيه لحكومة يمينية قادمة مُتماسكة وأكثر تطرفاً، يُريد نزع حتى ورقة التوت من حكومته الحالية، والمُتمثلة بحزبي (يش عتيد- يوجد مستقبل) وحزب (الحركة) الليبراليين.. ورقة التوت التي سترت عورة الحكومة الأشد يمينية في تاريخ «إسرائيل» والتي تحوي ثلاثي التطرف (بنيامين نتانياهو+ أفيغدور ليبرمان+ نفتالي بينت)، فضلاً عن العديد من وزراء من أحزاب (الليكود+ البيت اليهودي+ إسرائيل بيتنا).
وعليه، إن نتانياهو يَعتقد بأنه سينجح في خطواته التالية، حيث يسعى لتتويج حزب الليكود في الانتخابات المُقبلة المُبكرة العشرين كأكبر الأحزاب أصواتاً لينال التَرَشُح (بدعم أحزاب اليمين واليمين المُتطرف) لرئاسة الحكومة القادمة، مُتوجاً ملكاً للدولة العبرية الصهيونية.
وهنا نشير إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة التي جرت في «إسرائيل» والتي تقيس المزاج العام للناس في «إسرائيل» وقد نُشِرت نتائجها على صفحات الصحف العبرية، قد أشارت إلى أن تكتل أحزاب اليمين المُتشدد سيواصل السيطرة على غالبية مقاعد البرلمان القادم، إذ يُتوقع أن يحصل حزب (الليكود) على (22) مقعداً (18 في الكنيست الحالية)، يليه حزب (البيت اليهودي) الأكثر تطرفاً بزعامة نفتالي بينيت بواقع (17) مقعداً، أي بزيادة خمسة مقاعد، ثم حزب (إسرائيل بيتنا) بـ(10ـــ12) مقعداً.