هدّد مسؤولون إسرائيليون كبار، مراراً، بأنهم سيعيدون لبنان إلى «العصر الحجري»! الأقل مبالغة أو عدوانية، اكتفى بالتهديد بإعادة لبنان 50 سنة إلى الوراء! ينبغي القول إنّ هذه التهديدات ليست مجرّد تهويل
شكّل إنشاء وكالة الاستخبارات الأميركية في العام 1947 مؤشراً هاماً على تغيير كبير في النماذج التقليدية للسياسة الأميركية. فقد أدخل إلى الوكالة مفاهيم “الكذب الضروري” و“الإنكار المطلوب” وتمّ تحويل هذه المفاهيم إلى استراتيجيات معتمدة.
هذا هو ثمن المقاومة: العزّة والكرامة والنصر. أما المتباكون على الضحايا، فنقول لهم: كان أهل غزة يموتون تحت الحصار عندما كانت عواصمكم تستقبل قادة العدو، وكانت أقلامكم تسيل بمدح السلاطين ومشاريعهم. ما يحدث في غزّة اليوم هو “الوعي حتى الخرافة”.
هؤلاء، الذين يَبقون أقلية منبوذة لا حيثية لها ولا تقدير ولا انتشار بين الشعوب العربية، هو خطاب نتنياهو والاحتلال وداعميهما، يرددونه بعلم أو ربما بعضهم بدون علم، ويحاولون أحيانا تغليفه بادعاءات الحرص والخوف على الشعب الفلسطيني في غزة
ثمّة بُعدٌ ملحميٌّ في هذا الشكل من القتال، لم تَلحَظه حتى السرديات المناصِرة للمقاومة. وهو ذاتُه الذي أضفى فاعلية كبيرة على نشاطات لم تكن في صلب فعل القتال، لكنّ تأثيرها كان مساوياً للعمليات العسكرية نفسِها