يقول الناس في قطاع غزة: نصحنا ياسر عرفات - قبل أن يحاصره «شارون» في المقاطعة برام الله - نصحناه أن يأتي إلى قطاع غزة، ويقيم على ترابها، فهي أكثر أمناً له، ولكن المقربين جداً من ياسر عرفات رفضوا الفكرة، ونصحوه أن يبقى في الضفة الغربية، فهي أحوج له من قطاع غزة، وقد استجاب ياسر عرفات للنصيحة، وكان ما كان للرجل.
تلك كانت حرب إقامة الإمبراطورية ونظامها الدولي الجديد، وهذه حرب بقاء الإمبراطورية رغم ان نظامها هذا قد سقط فعلياً، لكنها لا يمكن بأي حال ان تسلم بسهولة، فهو عرش العالم لا أي عرش آخر. تلك كانت حرب قلق البداية وهذه حرب خوف النهاية، بحسب تعبير نعوم شومسكي. وفي الحالين هي حرب وجود «إسرائيل» والقضاء على أي مشروع عربي مقاوم وعلى أي نظام يقوم على التعددية الاتنية والدينية والمذهبية
ابتداءً كيف لعربي واحد ان يشارك العدو الصهيوني احتفاله بمقتل ضابطين كبيرين شاركا في حرب تشرين، هما داود راجحة وحسين توركماني، وهل ثمة علاقة بين هذه العملية وبين تهديدات وزيرة الخارجية الأمريكية بانتظار عملية نوعية في دمشق وبين عملية مشبوهة تشبه إطلاق النار على سفير العدو في لندن قبل اجتياحه الأراضي اللبنانية وهي عملية باص السياح (الإسرائيليين) في بلغاريا.. وهل هناك تهيئة ما لمسرح عمليات (إسرائيلية) واسعة ضد سورية و«حزب الله»؟
بينما تنشغل منظمة التحرير بانتزاع اعتراف دولي بدولة فلسطينية على الورق يعزز موقف مفاوض منظمة التحرير الفلسطينية في التفاوض على وجودها فوق الأرض وتنشغل المقاومة في انتظار ما وصفه رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية باستمرار «الربيع العربي» حتى تنفتح «صفحات الخلافة الراشدة» و«تستكمل» الأمة «بقية الملفات» كي تدعم المقاومة الفلسطينية في «تحرير القدس المحتلة والأقصى المبارك»
مضى على انطلاق انتخابات حركة «حماس» الداخلية أكثر من أربعة أشهر ولم تنته بعد، ولم تظهر نتائجها، ولم يعرف الفائزون فيها، وقد كان من المتوقع أن تنتهي في غضون أيامٍ قليلة، شأنها شأن أي انتخاباتٍ أخرى في العالم، مهما بلغ عدد أصحاب الحق في التصويت ومدى انتشارهم وتوزعهم في شتات الأرض، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة التي تعيشها حركة «حماس» في الضفة الغربية خاصةً، حيث تعاني من ملاحقة سلطات الاحتلال حيناً، ومن ملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حيناً آخر