جاء الدليل علمياً ناطقاً، فقد أثبتت معامل طبية عالمية وجود نسبة عالية جداً من البلونيوم القاتل في متعلقات عرفات، وهي المتعلقات التي ضمتها حقيبته الشخصية، وشملت غطاء رأسه ونظارته الشهيرة وملابسه الداخلية، وبقع دم متناثرة على بعض متعلقات التصقت بجلده، وفحصها جميعاً أتى بالنتائج نفسها، ومغزى النتائج ظاهر، فالبلونيوم القاتل لا تملكه سوى أطراف لديها برامج نووية متقدمة، والإشارة ظاهرة إلى «إسرائيل» التي حاصرت عرفات داخل مبنى «المقاطعة» في شهوره الطويلة الأخيرة
أين يقع قبر ياسر عرفات؟.. يقع في «المقاطعة» التي اقتطعت من رام الله لتكون مكاناً صغيراً تنمو فيه أحلام «الختيار» الذي على رغم تقدمه في العمر وفي الثورة «التي أصبحت ثروة» لم يرحمه صانع السم، وهذه المرّة لم يدسّه له في طعامه، بل زرع خلايا السم في ثياب الرجل الذي لم يخلع «الكاكي» ولا المسدس طوال سنوات كان خلالها قليل النوم، فقد كان دائم التحديق في ذلك الضوء الذي يراه، كما كان يقول... دائماً، في آخر النفق.
البعض في مصر يتصورون أننا بصدد تأسيس دولة الخلافة الإسلامية، وبيننا آخرون يصرون على أن تكون دولة علمانية نافرة من الدين ومخاصمة له. والأولون غير قادرين على استيعاب حقيقة أن الخلافة تجربة تاريخية ليست واردة في زماننا، والآخرون غير مستعدين للاقتناع باستحالة تطبيق مشروعهم في بلد يغلب عليه التدين كمصر.
التحقيق الذي كُشف فيه النقاب عن وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بمادة «البولونيوم -210» المشعة والسامة، وضع مزيداً من النقاط على الحروف لظروف وملابسات اغتيال أبو عمّار، وجعل المهمة أكثر سهولة للمحققين في ظروف اغتياله وكشف من يقف وراء عملية الاغتيال.
الاستنتاجات التي خلص إليها المختبر السويسري بشأن وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، تعزّز التكهّنات التي كانت تستند إلى أسس سياسية كما إلى تصريحات «إسرائيلية» وتسريبات، بأن عرفات قضى اغتيالاً. وبما أن وفاته لم تنجم عن قصف أو إطلاق نار، فإن الاستنتاج الوحيد الممكن هو لجوء الجهة المخطّطة والأدوات المنفّذة إلى السم أو المواد المشعة، وكلّها أساليب لم تستبعد تقارير استخدامها في حالات مثل الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، والقيادي الفلسطيني وديع حداد.