عبر التاريخ كان أسوأ ما ينعت به كاتب انه كاتب السلطة وأكثر ما يشرفه مواجهته لها، من سقراط الى ابن المقفع الى لوركا. فكيف بنا إذ يصبح البعض كتّاب سلطات الاحتلال. وللتاريخ والعدل تجب الإشارة الى ان الكتّاب، كبارهم، ظلّوا على امتداد العالم العربي أوفياء لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، انسجاماً مع التزام وطني قومي من جهة ومع التزام إنساني لا يسمح لمن يطرح نفسه كضمير للأمة وللإنسان - أية أمة وأي إنسان - ان يقف الى جانب الظلم والاغتصاب والعدوان والعنصرية في أبشع صورها.
لماذا حدث هذا؟.. لأن الاستبداد لم يسمح للهوية الوطنية الكبرى أن تتشكل، وكان يفتت ما يتشكل منها، لهذا - عند الأزمات - تلجأ كل أقلية لهويتها الصغرى خوفاً من هوية أكبر منها، لأنه لم يجمعهما (وطن) يتعامل معهما بنفس القدر، ولا (المواطَنة) التي تجعل كلاً منهما يثق بالآخر، ويشعر أن حقوقه محفوظة مهما كانت النتائج.
لعلها مفارقة عجيبة مذهلة ان تتجند الهيئات المدنية والجامعات البريطانية والكنائس الأمريكية / الأوروبية الى جانب النضال الفلسطيني في مواجهة الجرائم الصهيونية المتصاعدة في الوقت الذي يبرر فيه بعض العرب سياسات السلام والتعايش والتطبيع مع «إسرائيل» التي تمزق باغتيالاتها وجرائمها وقتلها المنهجي لأطفال فلسطين كل احتمالات التعايش والسلام والتطبيع التي باتت كما هو واضح اهتماماً عربياً فقط..؟!!
مثلت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية 2012 صدمة مفجعة لقطاعات واسعة من المصريين، إذ قادت إلى أحد أسوأ السيناريوهات الممكنة بوصول مرشح النظام السابق أحمد شفيق، الذي حلّ ثانياً بحوالي 23% من الأصوات؛ ومرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي، الذي حل أولاً برصيد حوالي 26% من الأصوات، إلى جولة الإعادة. وبالمقابل فقد حل مرشحا الثورة حمدين صباحي ثالثاً (22% من الأصوات) وعبد المنعم أبو الفتوح رابعاً (18% من الأصوات)، فيما حل عمرو موسى خامساً برصيد 12% من الأصوات.
استدعت وزارة الخارجية «الإسرائيلية» مؤخراً (الأحد 20 مايو/ أيار الحالي)، سفير جنوب إفريقيا في «تل أبيب» ووجهت إليه توبيخاً بسبب قرار حكومة بلاده، فرض قيود على منتجات مستوطنات الضفة الغربية. من جانبه اتهم الفاشي ليبرمان وزير خارجية العدو الصهيوني جنوب إفريقيا «بأنها تتبنى في السنوات الأخيرة سياسة مناهضة لـ «إسرائيل» بشكل واضح».