ما الذي يمكن أن نقرأه في نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية؟ سؤال كبير وإجابته أكبر. في انتخابات تاريخية أولى وبعد ثورة شعبية عارمة بلا رأس قيادي أو حزبي، لا يستطيع أحد أن يتنبأ بمآل الأمور ومزاج الناخبين متعددي الرؤى والأهداف، وإن اجتمعت أغلبيتهم تحت الظروف ذاتها المتسمة بالفقر والقهر.
قاومت وزارة الخارجية الأمريكية تعديلاً من الكونغرس الأمريكي يقضي بإلزامها تقديم تعداد للاجئين الفلسطينيين الذين يتلقون مساعدات من (أونروا) وذلك في صلب ميزانية الخارجية لعام 2013 قبل تقديمها المساعدة السنوية لـ (أونروا) والبالغة 250 مليون دولار. وكان مجلس الشيوخ نظر بنداً تقدم به عضو جمهوري هو مارك كيرك عن ولاية إلينوي - المقعد الذي كان يحتله الرئيس الأمريكي باراك أوباما - وطالب فيه بألا يحسب الفلسطينيون الذين يعيشون في دول ويحملون جنسيتها كالأردن
لم تكن النتيجة المأساوية التي انتهت إليها الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في مصر مفاجئة بكل معنى الكلمة، فالمسار الذي سلكته «ثورة 25 يناير» منذ تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك في الحادي عشر من شباط العام 2011، جاءت لتؤكد، بشكل أو بآخر، أن التغيير الحقيقي لم يحدث بعد، وهو أمر يعود بالدرجة الأولى إلى انقسام الأحزاب والقوى السياسية - حتى تلك التي شاركت في الثورة
لقد فات حكام «تل أبيب» بأن إيران يوم بدأت مفاوضاتها مع الغرب في العام 2001 لم يكن لديها لا الإمكانية في تخصيب اليورانيوم ولا أجهزة طرد مركزي يعتد بها ولا منشآت نووية مكتملة ولا حتى أوليات القدرة على صناعة الوقود النووي محلياً ومع ذلك قبلت بفكرة «مداراة العدو» التي يتحدث عنها شاعرها الكبير حافظ الشيرازي بهدف اقتناص فرصة تطبيق المقولة المرادفة لها أي «المروءة مع الصديق»!
لا بد أن تستوقفنا وتثير انتباهنا حالة الارتياح والانتعاش التي عبر عنها «الإسرائيليون» بعد إعلان نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية، الأمر الذي يستدعي ملفاً مسكوتاً عليه من الجميع في المعركة الدائرة، ذلك أن المرشحين ظلوا مهتمين طول الوقت بجذب أصوات الناخبين المصريين.