خطوة منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، التي أرست عطاء تنفيذ مشروعات محطات مياه في قطاع غزة، كانت دمرت تماماً في عدوان الاحتلال على القطاع، على شركتين «إسرائيليتين» تضع العديد من علامات الاستفهام والتعجب على سلوك هذه المنظمة التي وضعت مهمة من مهام إعمار ما دمّره الاحتلال، بين يدي من يمثلون مصالحه، وربما من يقودون المشهد الداخلي «الإسرائيلي»، ويدعمون كيان الاحتلال مادياً ومعنوياً.
يبدو أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر تجاوز الحدود التقليدية التي رسمها سياسيون كثر في الغرب لأنفسهم كأشخاص «يصحو ضميرهم» بعد أن يغادروا مناصبهم ويصبحوا خارج دائرة القرار وقليلي التأثير في سياسة بلدانهم. في تصريحه الأخير الذي أعقب لقاءه مع شيخ الأزهر في القاهرة، عبّر كارتر عمّا يبعده خطوات جديدة واسعة بعيداً عن الخط التقليدي المشار إليه، ففي هذا التصريح لم يكتف كارتر بانتقاد السياسة «الإسرائيلية»، بل انتقد انحياز أمريكا الأعمى ودعمها المطلق لها
تجربة غير مسبوقة في تاريخهم يعيشها المصريون هذه الأيام، فهم أصبحوا أصحاب القرار الأول في اختيار من يحكمهم ولمدة محددة بسنوات أربع قابلة للتمديد لمرة واحدة فقط، وهم بذلك يؤسسون لتجربة ديمقراطية حقيقية من خلال تكريس مبدأين أساسيين أولهما مبدأ «المشاركة السياسية»، وثانيهما مبدأ «تداول السلطة»، لكن يبقى السؤال الأهم يفرض نفسه وهو إلى أي حد يمكن وصف ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية بأنه ديمقراطية حقيقية؟
لم تعرف البشرية في تاريخها القديم والحديث نكبة أطول وأعرض وأعمق من نكبة الشعب الفلسطيني التي بلغ عمرها الآن 64 عاماً، شهد العالم خلالها سلسلة من الفظائع والمذابح التي كان يتلقاها هذا الشعب المناضل الصبور بمزيد من الإصرار على المقاومة والبقاء وتحدي الاحتلال والاستيطان. وفي كل عام تأتي الذكرى لكي تلقي بظلالها الحزينة السوداء على مرحلة عربية مريبة وملتبسة كانت وراء تلك النكبة التي كان من الممكن ألا تحدث وألا تأخذ هذه المساحة المظلمة من الزمن.
الصراع الديمقراطي على الكرسي الأهم في الهرم السيادي المصري سيبدأ اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل عندما يتم إعلان نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات رسمياً، حيث ستأخذ التحالفات إطاراً جديداً، وتنحصر الكتل الرئيسية في كتلتين رئيسيتين، كتلة الدولة وكتلة الإسلام السياسي، ولذلك من المتوقع ان تبلغ نسبة المشاركة في انتخابات المرحلة الثانية ذروتها، لأنها ستكون مرحلة «كسر عظم»، وتعكس حالة من الاستقطاب غير مسبوقة في تاريخ مصر بل والمنطقة بأسرها.