لم يكن توقيع إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما لقانون التعاون مع الكيان الصهيوني، مفاجأة للذين يتابعون أداء الرؤساء والمرشحين الأمريكيين للرئاسة. فتاريخياً، ومنذ تأسيس الحركة الصهيونية، وبشكل خاص، منذ إعلان وعد بلفور العام 1917، تماهى مختلف رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية مع المشروع الصهيوني، وذللوا كل المصاعب التي تواجهه. فالرئيس ويلسون، صاحب المبادئ الأربعة عشر، والمدافع عن حقوق الإنسان وتقرير المصير للشعوب، اعتبر وعد بلفور، مقدمة للاعتراف بحق تقرير المصير لليهود
توتير العلاقة مع الفلسطينيين بعد «معاهدة السلام» لا تخلو من مفارقة، كأن المعاهدة حولت الأعداء الى أصدقاء والأشقاء إلى أعداء، وقد بات ميسوراً على الأفواج «الإسرائيلية» أن تزور مصر التي يدخلها الأميركيون بلا تأشيرة، أما دخول الفلسطينيين فهو بمثابة رحلة عذاب كثيراً ما تنتهي بالفشل وخيبة الأمل. وما يحدث في معبر رفح يجسد تلك المعاناة التي لا تفسر إلا بكونها من أصداء الشراكة والتواطؤ مع «الإسرائيليين» التي لا علاقة لها باستحقاقات «معاهدة السلام».
الهواجس نحو «الإخوان» مشروعة ومفهومة وهي تدفع الكثيرين الى الحذر في التعامل مع الرئيس مرسي، لكن الاختيار الثاني أمامنا أن نؤيد بقاء المجلس العسكري في السلطة حتى يحمينا من «الإخوان» وفي هذه الحالة سوف نجهض الثورة بأيدينا.. لقد قامت الثورة المصرية أساساً في رأيي من أجل إنهاء الحكم العسكري الذي استمر ستين عاماً (مع تقديري العميق للزعيم العظيم عبد الناصر) إذا تمسكنا بالحكم العسكري خوفاً من «الإخوان» فلماذا قمنا بالثورة أساساً؟
في الفترة ما بين 26- 29 من يوليو/ تموز، قام وفد من الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بزيارة رسمية إلى مصر لبحث الأوضاع في القطاع، وترأس الوفد رئيس الحكومة، إسماعيل هنية، وضم 18 وزيراً وعدداً من رجال الأعمال، والتقى الوفد الرئيس المصري محمد مرسي ومسؤولين آخرين. وقبل مغادرته معبر رفح، قال هنية للصحافيين: «نحن في زيارة مهمة لمصر ...» وأشار إلى أن الوفد «يحمل خطة عمل لحل ما يواجهه القطاع من أزمات بما يشمل مجالات الكهرباء والوقود، وعمل أنفاق التهريب، إضافة إلى ملف إعادة إعمار القطاع والمشاريع الاقتصادية».
قد يخطر بالبال أن هذا الميدان ربما يكون على خط من خطوط الجبهات «الإسرائيلية» العربية، أو قد يكون في ساحة من ساحات القتال الساخنة، أو ربما في قلب أحد معسكرات جيش الاحتلال، غير أن هذا الميدان وعلى خلاف ما قد يخطر بالبال، يعتزم جيش الاحتلال الصهيوني إقامته جنوب مدينة خليل الرحمن، وعلى أنقاض عشر قرى عربية، قرر وزير حربهم ايهود باراك هدمها، نظراً لحيوية المنطقة لتدريبات الجيش