المهم هنا ليس نتيجة المعركة التي لن تختلف عن معركة دمشق بل في استهدافاتها مما يضاعف أهمية ودلالات المتوقع للجيش العربي السوري، فمعركة حلب معركة تركية - «إسرائيلية» بالدرجة الأولى وأما باقي الأطراف فهي إما صناديق أو شاشات وفضائيات أو غطاءات دولية وليس بمقدور أي منها أن يضيف شيئاً على ذلك..
الفلسطيني ممنوع عليه الشعور الإنساني بالخوف والهرب بأطفاله نجاةً من حرب أهلية او دمار شامل، وإذا خاف وطلب الأمان باللجوء، يصبح للجوئه «مغزى سياسياً»، ويجب الكشف عن هذا المغزى والبحث عن «المؤامرة» التي تختفي وراء لجوئه، وتندلق فوراً سلّه من الدلالات السياسية التي تتجافى والاعتبارات الإنسانية.
يتسابق هؤلاء المسؤولين الرويبضة، وعدد كبير من المطبلين لهم في إطلاق شعارات تندد بالاحتلال، وتطالب بحرية الأسرى متناسين، ومتجاهلين أن عدداً كبيراً من السجناء الفلسطينيين زُجوا في سجون الاحتلال بفعل أيدي هؤلاء المسؤولين المعروفين بتنسيقهم الأمني الرسمي والشخصي، حيث تقدر نسبة السجناء في سجون الاحتلال نتيجة هذا التنسيق بـ 25% من مجموع السجناء
ما هو واقع المقاومة الحقيقي فلسطينياً اليوم؟.. سؤال استراتيجي لا يمكن إرجاء الإجابة عنه أو تحويله إلى ما يمكن أن يكون أكثر أهمية منه في الواقع، لا سيما وفي ظل حالة «الستاتيكو» التي يبدو أن الكثيرين في المشهد الفلسطيني اليوم باتوا يعتاشون على بقائها، بل ويندمجون معها حتى أعلى درجات التلاقي والحجج كثيرة ومتوفرة أكوام التبريرات لمن يريد أن يبرر مثل هذا الوضع في ساحة أصبحت معلقة بالكامل من قبل ممسكي خيوطها لما هو خارجها وكل له زاوية حججه ومنطلقه الذي يبدأ منه عملية تبريره.
لقد توفرت مؤخراً عدة مؤشرات، تدلل على أن رئيس حكومة رام الله سلام فيّاض يتعاون مع مخطط أمريكي «إسرائيلي»، يهدف إلى استبداله برئيس السلطة محمود عبّاس. ففجأة بات الرئيس الأمريكي باراك أوباما يحمل عبّاس شخصياً المسؤولية عن جمود «العملية السلمية»، ويتهمه بأنه يعيق فرص التوصل حل نهائي للصراع القائم في المنطقة. بالطبع يتجاهل أوباما ما يقر به جميع المسؤولين الأمريكيين الذين لعبواً دوراً في المفاوضات بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية