تملأ قطر الدنيا وتشغل الناس، بعد أن تعاظم دورها باطراد منذ إنشاء «قناة الجزيرة» في منتصف التسعينيات وحتى اندلاع أحداث «الربيع العربي»، الذي أصبحت الدوحة أحد رعاته الأساسيين. استعصت قطر على التفسير والتحليل، بسبب تنقلها المستمر بين المواقع السياسية المتقابلة، من النقيض إلى نقيضه. ما هي دوافع هذه الإمارة الصغيرة، مساحة وسكاناً، كي تلعب أدواراً إقليمية في منطقة صعبة ومتوترة وحافلة بقوى أكبر عدداً وأوسع مساحة وأعمق تاريخاً؟
في الوعي السياسي الصهيوني المبلور عبر الأجيال على مدى أكثر من ستة عقود من الزمن، أن الصراع مع العرب وجودي ومفتوح، وأنه بدأ منذ أكثر من مئة عام، وقد يستمر مئة عام أخرى، حتى يستسلم العرب ويعترفون بعجزهم عن تسلق الجدار الفولاذي الجابوتنسكي، والسياسات الصهيونية بنيت على ذلك، وما تزال، فمن وجهة نظرهم «أن البحر هو البحر وأن العرب هم العرب»، وقد استحضر نتنياهو هذه المقولة الشهيرة التي أطلقها اسحق شامير عشية «مؤتمر مدريد»، للإشارة إلى أن العرب في عداء أبدي مع الصهيونية ولن يتغيروا
كتب أمير أورن، في صحيفة «هآرتس» (الإسرائيلية) (الخميس 29/7/2012)، ان نتنياهو ووزير الحربية «الإسرائيلي»، إيهود باراك، «مصمّمان» على شن عدوان على إيران. وأضاف: «ما ينقصهما هو السبب المقنع» فقط. وفي هذا القول ما يكفي من إشارات وتلميحات تفسّر ما تناقلته وسائل الإعلام «الإسرائيلية» (الأربعاء 18/7/2012)، على لسان «مصادر مقربة» من رئيس الحكومة «الإسرائيلية»، في ختام زيارة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لـ«إسرائيل»
مشروع القانون الأمريكي الأخير الذي وقعه الرئيس باراك أوباما الجمعة الماضي، والذي حمل عنوان «قانون تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة و«إسرائيل»»، وإشادته بتقديم 70 مليون دولار أخرى للمنظومة الصاروخية المسماة «القبة الحديدية»، والوعود التي أطلقها ملء الفم، والتعهدات التي قطعها وجدد تأكيدها، من التزام «ثابت» بأمن الكيان، استباقاً لزيارة منافسه الجمهوري في سباق الرئاسة المقبل ميت رومني إلى «إسرائيل»
في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وبعد أول انتخابات ديمقراطية حقيقية شهدتها سورية بعد الإطاحة بالشيشكلي فازت المعارضة الوطنية بالأغلبية في البرلمان السوري مقابل خسارة مدوية للإسلاميين والليبراليين، وفاز بعدها شكري القوتلي برئاسة الجمهورية في الانتخابات التي جرت داخل البرلمان لانتخاب الرئيس، كما كانت العادة آنذاك، وكان القوتلي يمثل البرجوازية الوطنية لأهل السنة في الشام.