نكتب هذه الكلمات قبيل إعلان نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مصر، والتي يتنافس فيها بضعة عشر مرشحاً يتمايزون في انتماءاتهم السياسية وشعاراتهم الانتخابية، فيختلط أبناء شرعيون للنظام الدكتاتوري الذي أسقطته الثورة مع متحدرين من صلب شعارات الإسلام السياسي وتنظيماته بتلاوينها المختلفة، مع رموز لتيارات تقدمية يرفع بعضها شعارات المرحلة الناصرية توكيداً لعروبة مصر، بدورها القومي الأساسي والذي لا بديل منه.
ثمة رئيس للجمهورية المصرية الثانية سيخرج اسمه من الصناديق غداً أو في الدورة الثانية بعد ثلاثة أسابيع يعبر عن وعي شعبي جديد منقطع عن الثقافة الموروثة من زمن الفراعنة، يؤسس لنهج جديد في التعاطي مع كيان مصر كأول دولة مركزية قوية نشأت على ضفاف النيل وكانت على الدوام بحاجة الى فرعون أو ملك أو خليفة أو خديوي ينظم شؤون اجتماعها ويشرف على جريان نهرها العظيم.. ويستعبد الشريحة الأكبر من سكانها الفلاحين والحرفيين.
كشف رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» الجنرال إيتاي برون النقاب عن أن «حزب الله» يعكف على تطوير طائرات هجومية من دون طيار وصواريخ أرض ـ بحر. وأضاف برون في لقائه مع لجنة الخارجية والأمن في «الكنيست» أن لدى سوريا وإيران 3500 صاروخ موجهة ضد «إسرائيل». أما نائب رئيس الأركان «الإسرائيلي» الجنرال يائير نافيه فأشار أمام مشاركين أجانب في «مؤتمر النار الدولي» إلى أن «حزب الله» يملك الآن عشرة أضعاف الصواريخ التي كان يملكها في حرب لبنان الثانية.
مرعبٌ هو مشهد العمامة الملطخة بالدم. فإن لم تكن تلك هي الفتنة فما هي؟ صحيح أن سياق الأمور لم يبدأ من عند هذه الحادثة، إلا أنها ستكون من الآن وصاعداً، وبالتأكيد، إحدى محطاته الأساسية. وهي طرحت الجيش اللبناني على بساط البحث والتناول والتجاذب، و«الاجتهاد» (وبعضه كفر!)، بينما المؤسسة العسكرية هي الركيزة الوحيدة، ربما، التي ما زالت متبقية للبنان الدولة (علاوة على المصرف المركزي). وبين الرعونة الصافية واحتمال الغرَض والشبهة، سيقول التحقيق الجاري كلمته، ومن المصلحة العليا للبلاد أن يتم ذلك بسرعة وشفافية.
حمدين صباحي، كما هو معروف للمصريين كما لأصدقائه العرب، دخل السباق الرئاسي بالقليل القليل من الإمكانات والوسائل، واعتمد في حملته على التبرعات المحدودة من أبناء شعبه، كما على خطاب يحاكي المزاج المصري المتنوع في مكوناته، المعتز بتراثه، ومع ذلك فقد بات ظاهرة تكبر ككرة الثلج، بدءاً من مسقط رأسه في كفر الشيخ إلى محافظات مصر كلها التي يتذكر أبناؤها شاباً حمله طلاب جامعة القاهرة إلى رئاستها في السبعينيات، فحمل همومهم إلى مواجهة جريئة ومتلفزة مع رئيس الجمهورية آنذاك أنور السادات.