إن تضحية بطلة الجودو الجزائرية «مريم بن موسى» بتأهيلها لأولمبياد لندن هذا العام لرفضها مواجهة منافسة «إسرائيلية»، وتضحية الطفل التونسي «محمد حميدة» ابن السنوات العشر بنهائية بطولة الشطرنج الدولية لرفضه التنافس مع «صهيوني»، يضعان سياسة «النوافذ الفلسطينية المفتوحة» على دولة الاحتلال وراعيها الأميركي أمام محاكمة شعبية أصعب من المأزق السياسي الذي يحاصر أصحاب هذه السياسة.
«السلطة» و«المعارضة»، مقولتان محوريتان بين مقولات كثيرة أفرزتها ممارسة الحقل السياسي المديدة للمجتمع البشري بهوياته المتنوعة والمتداخلة، وهما على أية حال مقولتان مترابطتان، وللدقة وجهان لمقولة واحدة، حيث لم تنشأ أي منهما أو تتطور، وجوداً وتنظيراً، إلا على صلة أو نسبة إلى الأخرى، فأية «سلطة» «الآن» و«هنا» تنطوي على مضارع «معارضتها»، وتحملها في جوفها بذرة لسلطة المستقبل، وهكذا دواليك
كأن من أعلنوا الحرب على هذه الشجرة يبحثون عن بديل لها ينمو في إناء أو زجاجة تماماً كما ينمو المستوطن في بيت زجاجي ويتنفس صناعياً، أو يريدون لحفيفها أن يكون بالعبرية انسجاماً مع استراتيجية العبرنة والتهويد، لهذا يكرهون هذه الشجرة التي تذكرهم بأنهم طارئون، وبأن ظلها لم يكن ذات يوم من أجل أن يتمطى عليه ثعبان أو تبيض عليه أفعى.
ما من شك في أن «إسرائيل» تمثّل أهم قضية في محاور السياسة الخارجية التي لا يختلف بشأنها الحزبان المحتكران للحياة الحزبية في الولايات المتحدة، الديمقراطي والجمهوري. بإمكاننا أن نكون على يقين من أن «إسرائيل» تكون دائماً هي الخلفية الثابتة للموقف الأمريكي من القضايا الأخرى للسياسة الخارجية، وهذا ينطبق على السياسات الأمريكية المتبعة إزاء دول وأحزاب وقضايا دولية، وباستثناء المصالح الاقتصادية مثل مصادر الطاقة والأسواق وصراع النفوذ مع روسيا والصين
لا ندري إلى أي مدى يمكن المصادقة على ما قاله رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة، إسماعيل هنية، بأن تحرّك الأسرى أعاد اللحمة إلى الشعب الفلسطيني. عبارة هنية تتضمن مغالطتين أساسيتين تكمنان في عبارتي «أعاد اللحمة» و«الشعب». المغالطتان مرتبطتان إلى حد كبير وتصديق العبارة يحتاج إلى القليل من التبديل فيها لتكون صالحة للاستخدام.